Archives du blog

lundi 29 août 2016

أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا لا ظهر ولا عصر

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح


افتراضي أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا

أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا



من الميزات التي تمتاز بها الصلاة المفروضة أن يكون الله قد عين للناس مقدارها وعين لهم وقتها في الكتاب وأول ما نزل من القرآن في الصلاة المفروضة قوله عز وجل ( يا أيها المزمل قمالليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زدعليه ورتل القرآن ترتيلا ) فهذه الآية ترينا بوضوح كيف عين الله لنا مقدار الصلاة ووقتها الذي تؤدى فيه بأن جعل المقدار ما يقارب نصف الليل وعين وقتها بأن تكون في الليل وهكذا صلى نبينا وطائفة من الذين آمنوا معه كما قال الله عنهم في الكتاب ( إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك )<المزمل> فهذه هي الصلاة التي كانت مفروضة في البداية ، ثم فرض الله مع صلاة الليل السابقة أوقاتا أخرى أي صلاة أخرى وذلك في الصباح الباكر وفي الأصيل ونزل في ذلك قرآنا يقول الله فيه ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ، ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) [سورة الإنسان ] وهذه الآية تضم كل الصلاة التي كانت مفروضة في البداية ، صلاة في الصباح الباكر وصلاة وقت الأصيل وذلك قوله ( واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ) ثم الصلاة الطويلة في الليل التي تعرف بالقيام وهو قوله ( ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا ) ومر على هذه الصلاة فترة من الزمن ثم جاء التخفيف من الله فخفف عنا هذا العبء الثقيل وأنزل قرآنا يقول فيه ‘‘ إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ، ونصفه ، وثلثه ، وطائفة من الذين معك ، والله يقدر الليل والنهار ، علم أن لن تحصوه فتاب عليكم ، فاقرأوا ما تيسر من القرآن ’’ <المزمل> وبنزول هذه الآية أصبحت الصلاة الطويلة في الليل نافلة تصلى حسب الإستطاعة ، نزل التخفيف في صلاة الليل التي تعرف بالقيام وأبقى على الصلاة الأخرى بكرة وعند الأصيل ، ولو لم تكن هناك صلاة بكرة وعند الأصيل لما جاء التخفيف ، فالتخفيف يعرض الصلاة المخففة للإهمال كما نراه اليوم ولا بد أن تكون هناك صلاة أخرى مفروضة تربط الناس بربها ، ألا وهي الصلاة بكرة وأصيلا التي كانت مع القيام ، خفف الله القيام وأبقى على هذه الصلاة بكرة وأصيلا ، وظل القرآن ينزل من حين لآخر يذكر بهذه الصلاة أي بكرة وعند الأصيل ، وكلما نزل فيها قرآنا أعطاها تفصيلا أكثر إلى أن جاء الإسراء فأكد على هذه الصلاة ورسم لها الحدود النهائية حيث قال( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا )فكما ذكر من قبل الصلاة في الصباح الباكر ذكرها هنا في هذه الآية بقوله ( وقرآن الفجر) وكما ذكر من قبل الصلاة في الأصيل ذكرها هنا بقوله ( لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) وكما كان القيام نافلة ذكره هنا بقوله ( ومن الليل فتهجد به نافلة لك ) وظل القرآن يذكر نفس الصلاة أي بعد الإسراء ولم يطرأ أي تغيير ، بقيت نفس الأوقات ونفس الحدود إلى أن ختم الله القرآن وانتهت الرسالة وسأبين ذلك إن شاء الله مفصلا : 

الصلاة في الصباح الباكـر

ــ وقتها : تكون هذه الصلاة في أول النهار 

ــ مقدارها من الوقت :هو مقدار طرف النهار ويبدأ من بداية النهار عند تلاشي الظلام إلى قبل طلوع الشمس .

ــ صلاة في المساء
وقتها : تكون هذه الصلاة في آخر النهار
مقدارها من الوقت : هو مقدار طرف النهار ، ويبدأ هذا التوقيت من قبل غروب الشمس إلى آخر النهار عند بداية الظلام أي عكس ما يقع في الصباح تماما

ــ صلاة في الليل
وقتها : تكون هذه الصلاة في أول الليل
مقدارها من الوقت : يبدأ توقيتها من أول الليل إلى غسقه أي حتى يشتد الظلام ، فالوقت الذي يضم آخر النهار وأول الليل هو الأصيل 
وخلاصة القول أن الله فرض علينا ثلاثة أوقات تقام فيها الصلاة ، صلاة في أول النهار وتسمى الفجر ، وصلاة في آخر النهار وتسمى الوسطى ، وصلاة في أول الليل وتسمى العشاء ، ولم ينزل الله غير هذا إلا ما كان نافلة في الليل ، ومن قال غير هذا فقد افترى على الله كذبا وقال على الله ما لم ينزل به سلطانا . 

واليكم الآيات التي أنزلها الله في الصلاة المفروضة :
قال الرحمان ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ) <هود 114> يعني أن الصلاة تقام في أول النهار وآخره مقدار طرفيه وتأخذ أخرى جزءا من الليل وهذه الآية واضحة تمام الوضوح ومبينة الأوقات التي تقام فيها الصلاة على أنها ثلاث أوقات، ونزلت هذه الآية بعد تخفيف القيام .

آية أخرى يقول الله فيها ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) وهذه الآية تعطي تفصيلا آخر لهذه الصلاة ، إنها تبين حدود أطراف النهار الذي ذكرته الآية السابقة ، بحيث ينتهي الطرف الأول من النهار قبل طلوع الشمس ويبدأ الطرف الثاني منه قبل غروبها ، وهذه الآية أيضا جاءت بعد تخفيف القيام .

وجاءت آية أخرى تبين كل الحدود للصلاة ، قال الله عز وجل ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ..)فهذه الآية توضح كل الوضوح أن الصلاة تبدأ من دلوك الشمس أي قبل غروبها بقليل وتنتهي إلى غسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل ، ( وقرآن الفجر ) أي وأقم الصلاة وقت الفجر وتأخذ كل هذا الوقت حتى طلوع الشمس ، فأوقات الصلاة المفروضة في هذه الآية تتناسق جملة وتفصيلا مع الأوقات المفروضة في الآيتين السابقتين وما يأتي بعدها .

آية أخرى نزلت في سورة <ق> يذكر الله فيها الصلاة المفروضة بأنها تكون في هذه الأوقات فيقول 
( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ) فالصلاة لا زالت هي نفسها تتناسق مع ما نزل من قبل .

وأنقل لكم آية نزلت بعد الإسراء وفي المدينة حيث وقعت هناك غزوة الأحزاب التي ذكرها الله في كتابه فالآية التي نزلت في هذه السورة يبين الله فيها أن الصلاة الأولى تكون في الصباح بكرة ، والثانية والثالثة تكون عشية عند الأصيل ، يقول عز وجل في سورة الأحزاب ( يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا ) نفس الأوقات التي ذكرها من قبل ، فالآية تتناسق مع ما نزل من قبل .

إليكم آية أخرى نزلت في سورة غافر ، وهي تؤكد على هذه الأوقات ، يقول الله فيها ( فاصبر إن وعد الله حق ، واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار ) فهذه هي صلاة الرسول التي كان يصليها

ــ وكذلك صلى الأنبياء من قبل هذه الصلاة ، ولنأخذ مثالا عن ذلك مما ذكره الله لنا في القرآن ، فنبي الله داوود كان يصلي هذه الصلاة بالذات ، قال الله عنه ( واذكر عبدنا داوود ذا الأيد انه أواب انا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق ) <ق> أي أن داوود كان يصلي بانتظام في الصباح الباكر وهو وقت الإشراق ويصلي بالعشي ، نفس الأوقات التي حثنا الله عليها ، فالصلاة لم تتغير . 

ــ وكذلك نبي الله زكريا فانه كان يصلي هذه الصلاة نفسها ، وبذلك أمره الله قائلا ( قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ، واذكر ربك كثيرا وسبحبالعشي والإبكار ) < آل عمران > فالله أمره بالصلاة بالعشي والإبكار كما أمر داوود وكما أمرنا نحن بالصلاة في هذه الأوقات ، وبهذه الصلاة أمر زكريا قومه دون أن يزيد فيها أو ينقص منها ، يقول الله عنه في سورة مريم ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) <مريم> فالأنبياء لا يغيرون ولا ينقصون ولا يزيدون في دين الله ، فالصلاة من الشرائع التي وصى الله بها جميع الأنبياء ، ولا تكون إلا في هذه الأوقات ، ولم ينزل في القرآن غير هذه الصلاة ، وما نراه من الصلاة اليوم ما هو إلا من صنع الناس عبر تطاول الزمان .

ــ النبي والصحابة كما تسمونهم كانوا يصلون هذه الصلاة 
قال الله عنهم( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) <الكهف> أي واصبر مع الذين يعبدون ربهم بالغداة والعشي أي يصلون في هذه الأوقات يعني الصلوات الثلاث المذكورة سابقا ، فقوله يدعون ربهم يعني يعبدون ربهم لأن كلمة الدعاء في القرآن تطلق على السؤال وتطلق على العبادة فالدعاء هنا مرتبط بوقت الصلاة فيعني العبادة ، أضف إلى ذلك أنه قال يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه فالعبادة أي الصلاة هي التي يريدون بها وجه الله أما الدعاء الذي يقصد به السؤال فالمراد به مصلحة الناس . والآيات التي يطلق الدعاء بها على العبادة كثيرة ، وأذكر منها على سبيل المثال ما هو واضح وضوح الشمس في قوله عز وجل ( وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ، وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا ) <الجن> أي إن المساجد لله وحده فلا تعبدوا فيها أحدا مع الله فكلمة تدعوا تعني تعبدوا ، ولما قام عبد الله يدعوه يعني لما قام النبي يعبد الله أي يصلي ، فهذه هي صلاة النبي والذين أمره الله بالصبر معهم ، فاتقوا الله يا أولي الألباب .

ــ الحجة الفاصلة 
إلى جميع العلماء ، رؤساء الأحزاب الإسلامية ، رؤساء الأحزاب التالية : 
السنة ، الشيعة ، الإباضية ،المعتزلة ، المالكية ، الحنفية ، الحنبلية ، الشافعية ، الزيدية ، الجعفرية ،الإمامية ، المهدوية ، الصوفية ، الشاذلية ، القادرية ، التيجانية ، العلوية ، ..... القرآنيين ، الباطنية ، الظاهرية .... إلى جميع الشعوب العربية والإسلامية ،تفضلوا للإجابة على الأسئلة التالية : 

اذكروا لنا الصلاة التي أنزلها الله ومواقيتها ، ومن الآيات العديدة التي أنزلها الله في الصلاة إليكم الآية التالية : 
ــ أنزل سبحانه يقول ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل)
ــ هل هذه الآية منسوخة ؟
ــ هل هي فاعلة إلى يومنا هذا ؟
ــ وهل يجب أن نعمل بها أملا ؟
ــ كم صلاة أنزل الله فيها ؟ 3 أم 5
ــ وما هي هذه الصلوات ؟ أذكرأوقاتها ، وأين هي الصلاة الوسطى في هذه الصلوات . 
ــ هل قرأ النبي هذه الآية على الناس ؟
ــ هل بلغها ؟
ــ هل تلكلم بها بلسانه أم لا ؟
ــ هل عمل بها ؟
ــ وكم صلى حين عمل بها ؟
ــ وهل هو الذي شرع الظهر والعصر ؟
ــإذا لم يكن هو فمن الذي شرعهما ؟
ــ هل صلاة الظهر والعصر فرض ؟
ــ إذاقلتم فرض فمن فرضهما ؟ وأين فرضهما ؟
ــ وما حكم الذي لم يصليهما ، هل ارتكب معصية ؟ إذا قلتم نعم ، فمن عصى ؟
ــ من الذي يشرع للعباد ؟
ــ إذا شرع آخرمع الله هل هذا شرك بالله أم لا ؟

*** وفي الأخير قدموا هذه الشهادة أمام الله وأمام العباد ، وقولوا ما يلي :
نشهد أمام الله وأمام العباد ، فوالله العلي العظيم أننا أجبنا الإجابة الصحيحة وأن الله هو الذي أنزل صلاة الظهر وصلاة العصر ، وأنزل الصلاةمقدرة بالركعات ، وأنزل الصلاة تبدأ بعد غروب الشمس ، وأنزل الانحناء في الصلاة ،وأنزل صلاة الجمعة ، وأنزل صلاة العيد ، وأنزل صلاة الجنازة كما نصليها اليوم ، وإن كذبنا عليه فلعنة الله على الكاذبين . 
قدموا شهادة على الصلاة التي تصلونها على أن الله هو الذي أنزلها عليكم ، وأي شخص يقول بصلاة معينة يقدم شهادة عليها على أن الله هو الذي أنزلها ، وإني أقدم شهادتي حجة على الناس كافة

أشهد أني المسمى بنور صالح صاحب هذه الدعوة ، وأشهد أن كل نبي رسول من الله وختمت الرسالة والنبوة بنبينا محمد ، وأشهد أمام الله وأمام العباد فوالله العلي العظيم أن  الله أنزل ثلاث صلوات مفروضة ، صلاتين طرفي النهار وصلاة بالليل ، وصلاة النافلة في الليل فقط ، هذه هي الصلاة التي أنزلها الله وختم التنزيل على هذه الصلاة ، وأن الله لم ينزل صلاة الظهر ولا صلاة العصر ، وأن نبينا محمدا كان يصلي الثلاث صلوات التي ذكرتها وأنه مات على هذه الصلوات الثلاث ، وليس هو الذي شرع صلاة الظهر وصلاة العصر ، بل الناس هم الذين شرعوا ذلك ، وأن كل الأنبياء كانوا يصلون هذه الصلوات الثلاث وفي هذه الأوقات ، ولم ينزل الله بصلاة في الظهيرة أبدا على الإطلاق في جميع الكتب المنزلة التي نعرفها والتي لا نعرفها ، وأن الصلاة لم تتغير منذ أن أنزل الله الهداية على البشر إلى يوم الدين ، وأن الله لم ينزل الصلاة مقدرة بالركعات بل أنزلها دائما وأبدا مقدرةبالوقت ، وأن النبي كان يصلي الصلاة مقدرة بالوقت وليس بعدد الركعات ، وأن الصلاة الوسطى تبدأ قبل غروب الشمس ، وأن النبي والأنبياء كلهم كانوا يصلون الوسطى قبل غروب الشمس ، وأن الركوع ليس الانحناء ، وأن الله لم ينزل الانحناء ولم يشرع به في الصلاة ، وأن النبي وجميع الأنبياء لم يكونوا يقومون بالانحناء في الصلاة ، وأن الله لم ينزل صلاة الجمعة ، ولا صلاة الأحد ، ولا صلاة السبت ، إلا الصلاة المذكورة سابقا ، وأن النبي وجميع الأنبياء لم يكونوا يصلون صلاة الجمعة ولا صلاة السبت ولا صلاة الأحد ، وأن الله لم ينزل صلاة الأعياد ، و لا صلاة في الأعياد أبدا ، وأن النبي وجميع الأنبياء لم يكونوا يصلون صلاة الأعياد ، وأن الله لم ينزل صلاة الاستسقاء إلا إن أراد الناس أن يتقربوا لله بالصلاة النافلة في الليل ، وأن الله لم ينزل صلاة الجنازة إلا أن يدعوالناس لموتاهم كدعاء بعضهم لبعض وهم أحياء ، وأن الصلاة على النبي هي الدعاء له بالرحمة والاستغفار ، وليس هذا الشكل الذي يقال ، وأخيرا إن كنت كذبت على الله في شيء من هذه الشهادة ولو شيء قليل فلعنة الله على الكاذبين 

هذه شهادتي ، فقدموا عكسها في ما تخالفونني فيه ، واعلموا بإذن الله أنكم لا تفعلون 
لأنكم تعلمون أنكم تكذبون 

ملاحظة  
كل من قرأ هذا الموضوع أرجو أن ينقله إلى علمائه وشيوخه للرد عليه إن كا 
صادقين في ما يعبدون . وليعلم الناس أن علماءهم يعلمون الحق ولكنهم يكتمونه فهم يفعلون كما فعل الذين من قبلهم
 

الكاتب : بنور صالح

مواضيع بنور صالح : صلاة التقصير

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح

افتراضي لا تقصير في الصلاة إلا في الحرب مع الخوف

صلاة التقصير




تقصير الصلاة يعني التقصير من وقتها أي الإنقاص من مقدارها ، ولا يكون هذا في أي حالة من الأحوال 
لا في سفر ولا في حضر إلا في حالة واحدة فقط ، عندما يكون المسلمون في حرب مع الكفار وجاء وقت الصلاة وخافوا أن يباغتهم العدو أثناء الصلاة ففي هذه الحالة تصلي طائفة نصف الوقت وتبقى الأخرى في حراسة ثم تعود هذه لتصلي نصف الوقت الباقي وتنتقل الأخرى للحراسة ، ففي هذه الحالة فقط رخص الله في التقصير من وقت الصلاة قال الله ( وإذا ضربتم في الأرض فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك وليأخذوا أسلحتهم فإذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتأت طائفة أخرى لم يصلوا فليصلوا معك وليأخذوا حذرهم وأسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن أسلحتكم وأمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ) <النساء> ثم قال لهم في آخر هذه الآية ليبين أن التقصير يكون في الوقت فقال ( فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) أي إذا ذهب الخوف من العدو واطمأننتم فأتموا وقت الصلاة إن الصلاة مقدرة بالوقت وليس بعدد الركعات ، فلو كانت الصلاة مقدرة بعدد الركعات لصلت كل طائفة منهما عدد الركعات اللازمة دون أن تحتاج أي واحدة منهما للتقصير من عدد الركعات ، وبما أن الصلاة مقدرة بالوقت وكل طائفة شاركت في الحراسة يكون قد ضاع منها جزءا من وقت الصلاة وعلى هذا قال الله ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباموقوتا ) أي مقدرة بالوقت بمعنى أن لها وقت تبدأ فيه ووقت تنتهي فيه وعلى كل مؤمن أن يصلي من بداية وقتها إلى نهايته .

صلاة الخوف
لا تقصر الصلاة في حالة الخوف بل يجب إتمام وقتها ولو مشيا على الأرجل أو راكبا كما قال الله 
( حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين فان خفتم فرجالا أو ركبانا ) هذا في أسوإ الظروف ولم يرخص في التقصير فكيف بأوضاع أحسن من هذه بكثير وقلتم عن التقصير فيها أنه هدية من الله، شيء عجيب ! تكذون على الله لتضيعوا الصلاة التي أمركم بالمحافظة عليها وتقولون أن ضياعها في هذه الأحوال جاء هدية من الله ، وهذا هو الضلال الذي تأمرون به الناس ، إنكم تأمرون الناس بالمنكر وتقولون أن الله أمركم بهذا تماما كما فعل الذين من قبلكم ، ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا .


المواضيع المطروحة في المنتديات

ــ ترتيل القرآن وليس الغناء
ــ أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا 
ــ صلاة الجمعة لا أصل لها في دين الله 
ــ تقدر الصلاة بالوقت وليس بعدد الركعات 
ــ لا تقصير في الصلاة إلا في الحرب 
ــ كيف نصلي على النبي وكيف نصلي على الجنائز
ــ الركوع ليس معناه الإنحناء 
ــ الصلاة الوسطى 
ــ عذاب القبر لا أصل له 
ــ كلمة آمين ليست من الدين
ــ لا معراج إلا الإسراء 
ــ الزكاة 
ــ شهر رمضان شهر ثابت وهو في فصل الشتاء
ــ وقت الإفطار ليس غروب الشمس بل حتى الليل 
ــ لا يجوز الصيام في غير رمضان أبدا أبدا أبدا
ــ الحج أربعة أشهر يمكن للمرء أن يحج في أي يوم شاء 

ــ الأعمال التي يقوم بها الحاج 
ــ عند ذبح الأنعام نقول سبحان الذي سخر لنا هذا
ــ يا معشر المسلمين توقفوا عن أكل الخنزير

ــ الرجم والحجر الأسود والدوران ليس من العبادة في شيء
ــ إن مقام إبراهيم هو البيت وليس صخرة 
ــ التجرد من الثياب في الحج من فعل الجاهلية
ــ بعد الأنبياء يحكم العلماء ، وبما أنزل الله 
ــ عيسى نبي الله مات ولن يعود 
ــ عيسى ابن مريم رفعه الله إليه بجسمه 
ــ من رجم زانيا فقد ارتكب جريمة يرجم بمثلها 
ــ دابة الأرض
ــ العين شرك بالله
ــ المهدي 
ــ لا تتوقف المرأة عن صلاتها ولا عن صيامها في حيضها ونفا

مواضيع بتور صالح : لا صلاة في الأعياد

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح

افتراضي لا صلاة في الأعياد

لا صلاة في الأعياد



إن الله لم يشرع إلا صلاة الفريضة وصلاة النافلة ، وبين متى تكون الفريضة ومتى تكون النافلة 
فالفريضة بين وقتها ومقدارها بقوله ( .. وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) فالفريضة لا تكون إلا في هذه الأوقات ، والنافلة بين وقتها بقوله ( .. ومن الليل فتهجد به نافلة لك ... ) فالنافلة لا تكون إلا في الليل ، إذن فلا وجود لصلاة في غير هذه الأوقات ، وكل الصلوات التي شرعت في غير هذه الأوقات فهي من تشريع الناس وما أنزل الله بها من سلطان ، ومن بين ذلك صلاة العيد والتي لا أصل لها في ما أنزل الله إلا ما شرع الناس سفها بدون علم ، فالأجداد الذين شرعوا صلاة العيد وجعلوا لها خطبتين هم الذين شرعوا صلاة الجمعة وشرعوا لها خطبتين وهم الذين شرعوا صلاة الظهر والعصر ، فعندما يصادف الجمعة يوم العيد تنسخ صلاة العيد صلاة الجمعة لتصبح اختيارية لمن شاء أن يصليها ، وصلاة الجمعة تنسخ صلاة الظهر التي صنعوها ، فلما شرع الناس تشريعا من عندهم كان كل شيء جائز ، إذ من شرع صلاة العيد لا يمكنه أن يمنع أخاه الآخر من أن يشرع الاختيار إذا صادف صلاتين في نفس اليوم كصلاة العيد مع صلاة الجمعة ، ولا يمكن أن يمنعه من أن ينسخ صلاة الظهر يوم الجمعة ، ولا يمكنه أن يمنعه من أن يشرع صلاة الظهر على صلاة الجمعة كما يفعل قوم عن قوم ، وهذه هي تشريعات البشر لما يشرعونه للعباد ، وإذا سألتهم من شرع لكم صلاة العيد ، وهل للعيد صلاة ، فبحق لا تجد أي جواب ، واسألهم هل الذي لا يصليها له عقاب ، يقولون ليس له عقاب ، وكيف لا يعاقب الله من ترك الصلاة لو كان هو الذي أنزلها ، وإذا قالوا هي نافلة ، فمن شرع النافلة في ذلك الوقت ، والله شرعها في الليل كما ذكرت سابقا ، وإذا كانت نافلة فكيف تنسخ صلاة الجمعة التي شرعتموها فرضا ، وإذا كانت نافلة فمن أين لكم أن تصنعوا خطبتين نافلة ، أم الخطبتين ليست صلاة ، أم تعدونها صلاة فقط في الجمعة ، وإذا كانت نافلة فمن أين لكم أن تصنعوا سلسلة من التكبيرات داخل الصلاة وإن فعلتم ذلك سهوا في ما فرض الله من صلاة سجدتم لذلك بما تسمونه سجود السهو باعتبار أن هذا الفعل لا يليق في الصلاة ، وما حال الخطبتين هل هما صلاة أم ليس بصلاة ، وإذا كان الخطبتين ليس بصلاة فلماذا لا يصلي العيد والجمعة أصحاب القرى والأرياف ، أم هؤلاء ليس لهم عيد ، وإذا كانت الخطبتين صلاة فماذا عن الذي لم يحضر إلا خطبة أو لم يحضر الخطبتين ، فهل يعيد الصلاة ، وماذا عن الذين هم نائمون في المسجد هل نومهم يعد صلاة ، أليس الذين شرعوا الخطبتين وقالوا أنهما صلاة وأنهما نافلة في العيد أليس هم الذين شرعوا الخطبتين وقالوا أن هذه صلاة الجمعة ......

ملخص القول 
عليك أخي المؤمن أن تركز جيدا ، فإذا فهمت ما أقول هنا تخرج بيقين بإذن الله بأن قومك وأجدادك شرعوا لك تشريعا ما أنزله الله كصلاة الأعياد وصلاة الجمعة وغير ذلك ، فعليك أن تفهم ما أقوله حول صلاة العيد .
ــ صلاة العيد تقولون نافلة إذن الخطبتين نافلة ، وهذا يعني أنها من تصرف الإنسان إذ لم ينزل الله أبدا صلاة في شكل خطبة .
ــ إذا كانت الخطبة صلاة فيمكن استبدال صلاة التراويح بخطبة ، ما دام الكل صلاة والكل نافلة أيضا ، فهم لا يستطيعون فعل ذلك إذن فهم يقرون بأنها ليست صلاة .
ــ ما الذي يمنع أصحاب القرى والأرياف من أن يصلوا صلاة العيد ، والسبب الواحد يكمن في الخطبة إذ يجب أن يكون هناك خطاب وإذا لم تتوفر ظروف الخطاب تلغى الصلاة وبالتالي فالخطبة تعد صلاة وإلا لصلى أصحاب الأرياف الصلاة بدون خطاب ، وبما أن الخطاب هو من الصلاة فلا تحصل صلاة بدون خطبة ، وهذا يعني أن القوم شرعوا شيئا جديدا ما أنزل الله به من سلطان بأن شرعوا الخطاب صلاة ، تشريع لا أصل له في التنزيل إطلاقا .
ــ في الخطاب يمكن للمأموم أن يتكلم بكلامه العادي أو بكلام الشارع وحتى يقول كلمة سوء فهل هذه صلاة أم نقضت صلاته ، وماذا إذا كان من يفعل ذلك هو الإمام نفسه ، وماذا إذا كان تبادل اللعن في الخطاب ، وهل تنقض صلاة الإمام أم تنقض صلاة المأمومين الذين جاءوا للصلاة فالإمام لا يمكنه أن يخطب على نفسه ، ولولا وجود المأمومين ما خطب الإمام ، أم تنقض صلاة الجميع ، وما ذنب الذين فرضت عليهم الصلاة وجاءوا للصلاة ، وإذا كان هؤلاء مذنبين فما ذنب من كان عابر سبيل ، وهل على المأموم أن يخرج من الصلاة ، وهل إذا خرج يكون قد صلى أم لا زالت الصلاة في عنقه ، وهل إذا خرج يكون قد ترك فرضا يعاقب عليه ، وهل يمكن أن يصلي تلك الصلاة بمفرده ، وكيف يصليها بمفرده فهل سيخطب على نفسه أليس الخطبة صلاة ، وإذا خطب على نفسه فأين المنبر أم سيأتي كل مصل بمنبره ، وإذا لم يستطع فعل ذلك كله فإلى أين سيذهب وخصوصا إذا كان ذلك من حاكم البلاد فهل سيترك فرضا طوال حياته ومن يرخص له بذلك علما أن الترخيصات التي جاءت في الصلاة كلها أتت من رب العباد ، وإذا خرج المصلون وتركوا الإمام فهل سيواصل الإمام الخطاب على نفسه ، أم يوقف الخطبة وكيف يوقفها وهي صلاة ، فعليه أن يواصل الخطاب ، أليس على المسلم أن يكون مجنونا لكي يصلي صلاة الجمعة والأعياد فيلقي على نفسه الخطاب ، فهل بعد الآن يعد الخطاب صلاة .
ــ في الخطبة يكون الإمام يخطب واقفا والناس جالسين ، فكيف يكون الإمام واقفا يصلي والمصلين يصلون وراءه جالسين ، أليس المأموم يتبع الإمام ، ولماذا لا يفعلون ذلك في الركعتين ، ولماذا يجلس الإمام بين الخطبتين فهل هو يستريح أم أن ذلك يعني ركعتين ، وإذا كان الجلوس يفصل بين الركعتين الخطبتين فلماذا لا يقوم المصلون عندما يجلس الإمام ليفصلوا بين الركعتين ، أم جلوسهم ركعة والإمام له ركعتين ، وما هو المفروض في هذه الصلاة أثناء الخطبة هل على المصلين أن يكونوا واقفين أم يكونوا جالسين ، فإذا كان الجلوس هو المفروض فماذا على الذي يقوم من مكانه ليغير المكان فهل عليه أن يجبر ذلك بالسجود ، وإذا كان القيام مذموم فكيف يخطب الإمام واقفا وهو عنده محمود والكل هم في أداء صلاة واحدة مفروضة عليهم جميعا سواء بسواء .

ــ بما أن الخطبتين في صلاة العيد أو الجمعة يقولون عنها أنها صلاة ، وبما أن الخطبتين في صلاة العيد يقولون عنها أنها نافلة ، والنافلة يجب أن يكون لها أصلا مفروض تأتي زيادة على ذلك المفروض ، وبما أن الخطبتين غير معهودة بالتشريع الذي أنزله الله ، فلا يوجد لهذه الخطبتين أصلا مفروض إطلاقا في ما أنزل الله 
وبالتالي فالخطبتين هي من تشريع الناس لا مما أنزل الله ، وكل ما بنيت عليه الخطبتين من صلاة فهو من تشريع الناس لذا لا تجد لهذه الصلوات أصلا في ما أنزل الله لا صلاة الجمعة ولا صلاة العيد ، والذين شرعوا الخطبتين كصلاة في الأعياد هم الذين شرعوا الخطبتين كصلاة يوم الجمعة ، نفس الشيء ، خطبتين وركعتين في الأعياد ، خطبتين وركعتين في الجمعة نفس الفكر نفس الطرح نفس الأسلوب ، فهم صنعوا صلاة العيد وقالوا عنها أنها نافلة وقالوا عن الجمعة فرضا ، وإذا تصادفا في نفس اليوم أسقطت النافلة ما جعلوه فرضا 
وهذا يعني أن الجمعة التي أسقطتها صلاة العيد هي أيضا نافلة أي مصنوعة من عندهم ، وهذه الجمعة التي أسقطت هي نفسها تسقط صلاة الظهر فتلغيها وذلك يعني أن كل هذه الصلوات التي شرعها الناس ليست مما أنزل الله فهم يشرعون ما يشرعون فرضا ومتى شاءوا جعلوه نافلة ويفرضون هذه اليوم ويلغونها غدا ، يفرضون على من يشاءون كأصحاب المدن ويرخصون لمن شاءوا كأصحاب القرى والأرياف ، والنساء 
وكل ذلك لم ينزل به الله من سلطان البتة .


نقلت هذه المشاركة لأحد الإخوة من منتدى عشاق الله والتي كانت ردا على هذا الموضوع ، ونظرا لما رأيت فيها ما يؤيد الموضوع ألحقتها بالموضوع ، وصاحب المشاركة هو الأخ أبو ثامر موجود في منتدى عشاق الله ، ورده على الموضوع كان الآتي :

يقول أخي أبو ثامر ما يلي :

أنا استغرب منك كثيراً لأنك لاتعرف ديانتك . فمن قال لك بأن للمسيحيين أعياد بها صلاة ومن اين 
اتيت بهذه المعلومه . 
نحن مسلمون نتبع القرآن الكريم والسنه النبويه .والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا وأعلمنا بذلك منذو أزل التاريخ . 
نحن عندما نتكلم فإننا نتكلم بالدليل وليس كلام لاأساس له .وإن كنت تحاول أن تبين للقراء الكرام بأنك مسلم 
فأقول لهم بأنك تكذب .وسأعطيهم الدليل القاطع ومن القرآن الكريم .فعيد الأضحى مثلاً هو العيد الثاني للمسلمين. 
يقول الله عز وجل في كتابه الكريم 
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ

إذاً يقوم المسلم بصلات العيد أولاً ثم ينحر أضحيته بعد ذلك, أي بعد الصلاة يكون الذبح لكي يتقرب بها إلى الله عز وجل

_ثم يستدل بما يلي فيقول __________________________________________________ ______________________________________ 
--------------------------------------------------------------------------------

166499 - أنه صلى الله عليه وسلم صلى العيد، ثم رخص في الجمعة ، فقال : من شاء أن يصلي فليصل

الراوي: زيد بن أرقم - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: علي بنالمديني - المصدر: تلخيص الحبير - الصفحة أو الرقم: 2/621



مواضيع بنور صالح : أبعاد الصلاة

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح
افتراضي أبعاد الصلاة

التاريخ 16/01/2007
أبعاد الصلاة


لكي أعرف بأبعاد الصلاة أتكلم عن أنواع التعبيرات التي يعبر بها الناس في حياتهم ، فالناس وهم يمارسون حياتهم فهم يعبرون عن الاحترام بينهم بأنواع من التعبيرات ، ويعبرون عن التقدير لزعمائهم وعظمائهم بأنواع من التعبيرات ، ويعبرون كذلك عن عدة مواقف يصادفونها في حياتهم بأنواع من التعبيرات ذلك ما سنتعرف عليه من خلال الموضوع والذي هو مدخل للصلاة .

ــ درجات التعظيم 
1 ) التعظيم بالكلام 
عندما يجد الإنسان ما يعبر به بالكلام عن شيء يقدره أو يحترمه أو يعظمه كثيرا فهو يسرد أفخم العبارات لذلك ، ويتفاوت التعبير عن التقدير والتعظيم بتفاوت العبارات المستعملة ، وهذه المرحلة من التعبير هي مرحلة التعبير الكلامي ، فالشخص يعبر عن التعظيم بأقوال تصدر منه ، ويتفاوت التعظيم من عبارة لأخرى وأعلى تعبير كلامي على الإطلاق هو كلمة [ سبحان ] ولا شك أن هذه الكلمة منزلة بهذا الشكل وليست من الكلام الذي ينتجه البشر ، مثلها مثل كلمة [ الله ] وكلمة [ الرحمان ] فهذه الكلمات لا يمكن أن تفرزها لغة من اللغات ، حتى أن قوم النبي لم يعرفوا مثلا كلمة [ الرحمان ] والله يقول عنهم ( ... وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمان قالوا وما الرحمان ... ) فقولهم ( وما الرحمان ) يعكس جهلهم بالكلمة ، ومثل هذه الكلمات لا تجدها إلا في سلك التنزيل ، إذ لا يمكن للإنسان أن يبتكرها ولا أن يتخيلها فهو لا يعرف معناها أصلا إلا من خلال التنزيل ، فلا يمكن أن تجد أحدا اسمه الله أو اسمه الرحمان ، ولا يمكن أن تجد هذا الإسم حتى في الآلهات التي صنعها البشر ، ونفس الشيء بالنسبة لكلمة [ سبحان ] فلا يمكن أن يستعملها البشر لأنفسهم أو لآلهتهم ، فهي تبقى خصيصا لله وحده سبحانه وتعالى ، فهي كلمة فخمة في منتهى الفخامة ، فهي تعبر عن وحدة الصفة الحسنى المطلقة ، ولا يوجد صفة حسنى مطلقة ووحيدة إلا في من يملك الكون كله وذلك هو الله ، فعندما نقول سبحان الله العظيم ، فنحن نذكر صفة العظمة مع وحدتها لله ، وهي قمة التعظيم ، وهذا تعظيم بالقول .

2 ) المرحلة الثانية التعبير بالحركة 
فالكلام مهما بلغ فإنه لا يمكن أن يعبر عن تعظيم كل الحالات ، لذا فالانتقال إلى شيء آخر أمر متوقع ، فما هو هذا الشيء الآخر ، إنه التعبير بالحركات ، فالتوقف عن الحركة مع التزام الصمت وقوفا يعتبر تعظيما للموقف ، ومثال على ذلك قوله تعالى وهو يتكلم عن يوم القيامة ( ... يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ... ) أنظر إلى هذا الموقف ، فالملائكة مصطفة مع الصمت وهذا تعبير لعظمة الموقف ، أو كقوله في آية أخرى عن يوم القيامة ( ... يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له ، وخشعت الأصوات للرحمان فلا تسمع إلا همسا ... ) وهو نفس التعبير عن عظمة الموقف ، وهذا النوع من التعظيم تستعمله كثيرا من الشعوب في التعبير عن عظمة المواقف كالأحزان مثلا ، فالوقوف دقيقة صمت هو إحدى هذه التعبيرات ، ويزداد التعظيم إذا كان وقت التوقف طويلا ، ويزداد التعظيم أيضا إذا كان جماعة ، ويزداد بكثرة الجماعة ، ويزداد تعظيما إذا ضرب له موعدا واحترم الناس ذلك الموعد ، فاحترام الموعد يزيد في التعظيم ، وإذا ألقي فيه خطابا واشتد الصمت ازداد الموقف مهابة وإجلالا ، ويزداد التعظيم إذا انقطع عن أي كلام خارجي كأن يرن الجوال فيوقفه ولا يرد عليه مثلا ، فانظر إلى هذه التعبيرات ، فإنك لا تجدها إلا في الصلاة ، والصلاة لمن ؟ لواحد فقط وهو الله ، فكل هذه الأنواع من التعبيرات تجدها في الصلاة ، وتجدها في ذروتها ، وانظر أخي المؤمن إلى مواقف الحياة كلها ، وإلى ما عظم ويعظم ، وإلى كل موجود ، وإلى كل ما هو عظيم ، أيهما أحق بذلك التعظيم ، أهؤلاء أم الله ؟ وأيهما أحق أن يخشى ؟

3 ) المرحلة الثالثة : التعبير بالعلو 
إن التعبير بالعلو هو إحدى المرحلة المتقدمة في التعبير عن العظمة ، فالشخص وهو يريد التعبير عن علو المقام ينقلب عكسا على علوه فيخفض منه ، وهذا هو التعبير بالعلو ، وهذا النوع من التعبير يوجد فيه أيضا درجات ، وهذه الدرجات هي كالآتي :

ــ نزع القبعة 
إذا كان الشخص فوق رأسه قبعة ، فبنزعها يكون قد خفض من علوه تعبيرا عن علو المقام ، ويستعمل هذا النوع من التعبير في بعض الأحوال ، ويكثر استعماله بين الأشخاص للتدليل على الإحترام العالي ، أو القدر العالي ، ويستعمل أيضا في بعض الحالات للتدليل على الاعتراف بالتفوق أي الفوقية ، كأن يجد شخصا حلا لمسالة عويصة أو حلا لمشكلة كبيرة جدا أو ما شابه ذلك ، فإنها دائما تعبر عن العلو .

ــ انحناء الرأس 
فانحناء الرأس هو خفض في العلو للتعبير عن علو المقابل ، ويستعمل في بعض الحالات الخفيفة التعظيم ، ويكثر استعماله في بعض التحيات عند بعض الشعوب .

ــ انحناء الظهر 
فانحناء الظهر أي خفض الجزء العلوي من الجسم هو من التعبير بالعلو ، ويستعمل للتعبير عن علو مقام بعض الحالات كبعض الرياضات كرياضة الكراطي مثلا ، ويستعمل أيضا للتعبير عن علو مقام بعض الشخصيات التي تركت أثرا بليغا خلفها في نظر المنحني ، ويستعمل نادرا بين الأشخاص ، كالملوك وشعوبهم مثلا ، وفعله في الصلاة كما يفعله إخواننا المسلمين فهو جهل بالتنزيل فلم ينزل به الله وليس ذلك ما أمر به .

ــ الجثو على الركبتين 
فالجثو على الركبتين أي خفض العلو من الناحية السفلى ، ويعتبر تعظيما أقوى من خفض العلو من الناحية العليا ، فالجثو أقوى من الانحناء ، لأن الجثو يخفض من العلو بمقدار الانحناء تقريبا فيتساوى معه في هذا التعظيم ثم يفوقه لأنه يقرب صاحبه من الأرض نزولا وهو تعبير إضافي في التعظيم ، ويستعمل الجثو للتعبير عن الإذلال ، ويستعمل أيضا للتعبير عن الطاعة المفرطة ، ويستعمله النصارى في الدين جهلا بالتنزيل وليس ذلك ما أمر الله به .

ــ الجثو مع الانحناء 
فالجثو مع الانحناء أي خفض العلو من الناحية العليا ومن الناحية السفلى في آن واحد يعتبر تعظيما أقوى من التعبير بأحدهما ، ويستعمل للتعبير عن الإذلال بشكل عام ، ويعبر عن الفارق المطلق بين الجنسين كأن يكون بين شخص وإلاهه أي أن الشخص من جنس معين وإلاهه شيء آخر تماما ويستعمل كثيرا في هذا المجال ، ويعبر عن الطاعة المطلقة في خدمة الجبابرة .

ــ الركوع 
وهو خفض العلو كله خرا على الأرض ، ولا يبقى أي جزء منه قائما ، فالجسم كله ينزل إلى الأرض ، الركبتين واليدين على الأرض ، ويستعمل تذللا للتعبير عن الجبروت ، وللتعبير عن العزة والقهر والغلبة على الأعداء ويستعمل في طلب الرضا والحماية والإستجارة ، ويستعمل في طلب العفو والشفاعة ، وهو تعبير بالتذلل المتناهي عن العزة المتناهية ، وهذه الكيفية من التعبير لا تليق إلا بعظمة الخالق وإن كانت تستعمل بغير حق لغيره من الآلهة والجبابرة .

ــ السجود 
وهو خفض أعلى علو إلى أدنى دنو الذي هو الأرض ويبلغ التعظيم ذروته عندما يكون الجزء الأعلى الذي ينزل إلى الأدنى هو الوجه الذي يحمل كل المقومات التعبيرية ، فالوجه هو الذي يعبر عن الفرح والحزن ، وهو الذي يعبر عن الغضب وهو الذي يعبر عن الرضا من عدمه ، وهو الذي يسيل منه دمع الفرح والحزن ، وهو الذي يظهر عليه الضحك والبشاشة والسرور ، ومن الأنف الموجود عليه أخذ ما يسمى بالأنفة ، والوجه هو الذي يعبر عن الحياء والخجل كما أنه يعبر عن العزة والذلة ، فالوجه موسوعة تعبيرية كبيرة جدا ، فالوجه يمكنه أن يصدر تعليمات تعبيرية كبيرة ، فالوجه يمكن أن يعبر تعبيرا غاضبا ، عبوسا ، منبسطا ، بشوشا ، قاتبا ، مشرقا ، وكل ذلك يتم عند اللقاء ، فعندما يلتقي الفقير بالغني مثلا ، فالفقير ينظر إلى الوجه وماذا سيصدر منه ، والغني يصدر تعبيرات بوجهه فيلتقطها الفقير ويحللها ، ويفرز التحليل أحيانا ، التكبر ، أو الاشمئزاز ، أو التغاضي ، أو عكس ذلك كله ، وإذا أخذنا لقاء رئيس دولة مع أحد البدويين ، فكل منهما يصدر تعبيرات بوجهه ، فالبدوي يمكن أن يصدر تعبيرات الوقار ، والترحيب ، والانحطاط ، كما هو معروف عادة ، والرئيس يمكن أن يصدر التكبر ، والاستغناء ، والرفعة ، كما هي العادة ، ويمكن أن يصدر العكس ، فأغلب التعبيرات إن لم أقل كلها تصدر من الوجه وترسم عليه ، فلو أخذنا المنتديات الموجودة على النات فكلها تستعمل أيقونات تعبيرية وأغلب هذه الأيقونات أخذت الوجه وحده للتعبير به ، إذن فالوجه له قيمة عظيمة ، وكل الإنسانية استنتجت وعرفت ذلك ، فلو أخذنا على سبيل المثال رجل تفل على رجل آخر في وجهه ، فهذه تعتبر إهانة عند جميع شعوب العالم بدون استثناء ، ولو تفل عليه في مكان آخر غير الوجه كالظهر أو الصدر أو الرأس أو الرجل أو أي مكان آخر تعتبر عند الجميع إهانة أقل ، فالجميع إذن يقر بأن للوجه مكانة عظمى على سائر مواطن الجسم ، والجميع يقر بأن الوجه هو الذي يمثل كرامة الإنسان .

التعبير بالخد مع الخد 
فاستعمال الخد مع الخد يعبر عن التبادل والمساواة في الاحترام والكرامة والعزة ، ويعبر عن الرغبة في الاقتراب ويستعمل أيضا للتعبير عن المحبة ، ويعبر في بعض الحالات عن السلم والسلام ، ويعبر أيضا في بعض الحالات عن التسامح ، وهو الكثير استعمالا بين الأفراد .

التعبير بالأنف مع الأنف 
ويستعمل التعبير بالأنف مع الأنف وقد يضاف إليه الناصية مع الناصية للتعبير عن الاحترام المتبادل والمساواة 
في العز والكرامة ، ويعبر عن الأنفة المتبادلة ، ويعبر عن النصرة والحمية والتكاتف والتضامن والتلاحم ، وهو قليل الاستعمال عند الشعوب .

التعبير بالفم مع غير الوجه 
يستعمل الفم مع غير الوجه للتعبير عن العلو في القدر أو المكانة أو الاحترام ، كأن يقبل شخصا رأس شخص آخر لعلو مكانة هذا الأخير ، ويستعمل هذا النمط للتعبير عن المكانة الناتجة عن الفارق في السن بين شاب وشيخ كبير مثلا .

التعبير بالوجه نزولا 
يستعمل الوجه نزولا للتعبير عن علو المكانة والمقام والقدر والاحترام ، كأن ينزل الوجه ليقبل الكتف أو ينزل ليقبل الصدر ، ويستعمل هذا النوع للتعبير عن العلو الناتج عن القيادة سواء كانت قيادة في العلم أو في السلطة أو الإدارة ، ويزداد التعبير في العلو بالزيادة في النزول كأن تقبل اليد بانحناء الظهر ، ويستعمل هذا النوع من التعبير في المقامات العالية ، ويزداد التعبير في العلو بالزيادة في نزول الوجه كأن تقبل رجل شخص فيرتفع التعبير إذن ليصبح مزاجا من التعبير عن العلو والجبروت ، وهذا التعبير نادر جدا ، ويستعمل أيضا في التعبير عن الاعتراف بالذنب وطلب العفو والرحمة والشفقة ، ويعبر أيضا على التسليم المطلق وكثيرا ما يصحب هذا النوع من التعبير ترديد كلام للزيادة في التعبير والطلب ، كأن يقول ناصيتي بيدك ويرددها عدة مرات ، والتعبير بوضع الوجه على الأرض هو قمة التعبير ، وذلك هو السجود ، ويستعمل هذا النوع للتعبير عن العلو المتناهي ، ويستعمل للتعبير عن التحكم في المصير ، كالتحكم في الأرزاق مثلا ، ويستعمل بشكل أوسع للتعبير عن العبودية بالتحكم المطلق في المصير والطاعة المطلقة ، ولذا فهو كثيرا ما يخصص للآلهات كقوله سبحانه في قوم سبأ ( ... وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله ... ) أو كقوله ( ... لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون ... ) أنظر إلى كلمة ( تعبدون ) لما فيها من التعبير عن العبودية . 
فالتعبير بالوجه والتعبير به نزولا يعتبر أكبر التعبيرات على الإطلاق .

ملاحظة أولى : 
أنظر إلى هذه التعبيرات كلها وانظر إلى السجود الذي أمرنا الله به ، فهو يحمل القمة العظمى في التعبير ،
فالسجود يكون الوجه فيه على الأرض ، وفي نفس الوقت هو متزامن مع الركوع حيث اليدين والركبتين 
هما على الأرض أيضا ، وفي هذه الحالة بالذات ومع هذا التناسق يصدر كلام تعبيري بترديد كلمات تعبيرية ، وأي كلمات ، أفخم الكلمات ، كلمة [ سبحان ] ، أنظر إلى هذا السجود الذي نقوم به ، فهو أعظم التعبيرات على الإطلاق ، وكلمة سبحان تنفي أن يكون هذا السجود الأعظم لأي مخلوق كان ، فهو فقط لله وحده وذلك ترديد كلمة [ سبحان الله ] وانظر إلى الصلاة كلها ، فكل التعبيرات التي ذكرتها من قبل تجدها مجملة في الصلاة ، فالصلاة تحمل موسوعة للتعبيرات مع استعمالها في قمتها المثلى ، فالصلاة التي أمرنا الله بها هي أغنى التعبيرات على الإطلاق ، ضف إلى ذلك ما يلي :

تعبير بحق وتعبير بغير حق ، فالتعبير عن العبودية مثلا بالركوع أو السجود ، ولكي يكون هذا التعبير بحق يجب على المعبود أن يكون حرا لا مملوكا ، وهذا أول شرط ، ثم بعد ذلك يجب أن تتحقق فيه صفات التعبير المراد بها ، كالعلو المطلق أو الجبروت المطلق ، فالعلو المطلق يجب أن لا يعلوه شيء آخر ، والجبروت المطلق يجب أن لا يقهر على الإطلاق ولا يغلب إلى الأبد ، فلو أخذنا الشرط الأول الذي هو الملكية على النفس وملكية الغير ، فملكيته الغير قد يشتري عبدا فيملكه ولكن لا يمكنه أن يشتري كل البشرية فيملكها ، ولا يمكن أن يملكها إلى الأبد ، إذن فامتلاكه محدود وتسقط بذلك صفة الإطلاق ، وبالتالي فالتعبير في هذا الشأن هو تعبير بغير حق ، ولو أخذنا الملكية على النفس مثلا والتي يمكن أن نميزها بالميراث مثلا ، فيجب أن لا يورث ولكي يكون كذلك يجب أن يكون على الأقل قادرا على الحفاظ على ما يملك ، وهذا يتطلب الحياة الأبدية ، إذ لو مات انتقل الملك لغيره ، إذن فهو لا يملك الملكية على نفسه ، ومن ثم يسقط أول شرط في العبودية ، إذن فالتعبير في هذا الشأن هو تعبير بغير حق ، وهكذا مع كل معبود ، فكل الصفات تجدها محدودة وليست مطلقة في جميع المعبودات التي عبدها ويعبدها البشر عبر التاريخ ولا تحق إلا في من يملك الكون وهو الذي نؤمن 
به وهو الواحد الأحد ، فالصلاة التي أنزلها الله هي الوحيدة التي تعبر عن العبودية بحق ، وتلك هي العبادة الحق ، وإذا غير مسارها الذي أنزلها الله عليه فبدل أن تكون هنا أصبحت هناك أو حلت مكانها صلاة أخرى كأن يقع التغيير في شكلها أو مضمونها أو توقيتها كل ذلك ضياع في الصلاة ، وذلك قوله تعالى ( ... فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا ... ) 

ملاحظة ثانية 
كل التعبيرات التي ذكرتها في هذا الموضوع والتي تستعمل في الحياة البشرية يجب تفاديها قدر الإمكان ، والعمل على تركها إلا ما كان تعبير فيه الند للند كالوجه مع الوجه واليد مع اليد والصدر مع الصدر ، وحتى هذه التعبيرات يجب السعي لتركها إلا عند الضرورة عند لقاء الأجانب ، ولغلق منافذ الشيطان كلها يجب العمل على ترك شيء واحد في الميدان هو التحية بالسلام .

مواضيع بنور صالح : رفع الشبهات عن الصلاة

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح

افتراضي رفع الشبهات عن الصلاة

رفع الشبهات عن الصلاة 
رفع الشبهة بإذن الله عن بعض الآيات :

1 ) قال سبحانه وتعالى ( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ، ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) وكان السؤال عن أطراف النهار ، هل جاء هنا تكرارا ؟

ــ نأخذ قوله ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ) إن هذا الجزء من الآية يرسم لنا حدود الصلاة التي تقع في بداية النهار وفي آخره ، حيث تبين الآية أن الصلاة في بداية النهار تنتهي قبل طلوع الشمس وذلك حدها في بدايته ، ثم ترسم الحد الثاني للصلاة في آخر النهار وذلك بأن تبدأ قبل غروب الشمس ، هذا في ما يخص هذا الجزء من الآية وهو رسم الحدود .
ــ ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) 
( ومن آناء الليل فسبح ) يعني صلاة العشاء لقوله عز وجل ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر ... ) أي أن هناك صلاتين متتابعتين ، واحدة في آخر النهار ابتداء قبل غروب الشمس ، تليها أخرى مع بداية الليل وتنتهي بغسقه ، وهذا ما يفسر قوله ( ومن آناء الليل فسبح )الذي يتكلم عن الصلاة التي تقع في الليل وتنتهي بالغسق ، أما قوله سبحانه ( وأطراف النهار لعلك ترضى ) فهذا الجزء من الآية يرسم لنا مقدار الصلاة في أول النهار وآخره ، حيث تقدر هذه الصلاة بأطراف النهار ، أي أن الصلاة في أول النهار وآخره تأخذ مقدار أطراف النهار ، أي بمعنى أن طرف النهار كله صلاة ، تصديقا لقوله عز وجل ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل ... ) أي طرف النهار كله صلاة ، إذن فالآية بمجملها ترسم الحدود للصلاة وتعين مقاديرها ، فالجزء الأول يرسم الحدود ( قبل طلوع الشمس ، وقبل الغروب ) والجزء الثاني يعين مقدار الصلاة أي مقدار ( أطراف النهار )

أما سؤال السائل لماذا أطراف النهار جاءت جمعا بينما النهار له طرفين فقط

الجواب بإذن الله 
ليس المعنى أن النهار عنده عدة أطراف بل النهار المذكور في الآية هو النهار المطلق وهو جمع ، فالليل المذكور في الآية هو الليل المطلق وهو جمع ، وكذلك النهار المذكور هو النهار المطلق وهو جمع ، فلو أخذنا الليل مثلا ، فمفرده ليلة وجمعه ليالي ، والليالي عدد محدود ، بينما الليل المطلق هو الليل على الدوام ، أي عدد غير محدود ، فهو جمع ، وكذلك يطلق الليل على جزء من الليل ، فالليل قيمة مطلقة على الأكثرية وعلى الأقلية ، ويعرف ذلك من خلال الكلام .
أما بالنسبة للنهار ، فمفرده نهار وجمعه نهار ومطلقه نهار ، فلا يوجد له مفرد خاص ولا جمع خاص ، ويعرف ذلك من خلال الكلام فلو أخذنا قوله تعالى ( ... كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَار ... ) فمن خلال الكلام يتبين أن النهار في هذه الآية هو مفرد وليس جمعا ، ولو أخذنا قوله تعالى في حق نوح إذ يقول ( ... قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً ... ) نوح5 فالنهار في هذه الآية جمع ، وإليك مثال آخر ، يقول تعالى( ... وَسَخَّر لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَآئِبَينَ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ... ) إبراهيم33 فالنهار في هذه الآية هو النهار المطلق ، فهو جمع وليس فردا ، إذن فالنهار قيمة مطلقة تفيد الجمع وتفيد الإفراد حسب موقعها في الكلام ، وقوله سبحانه ( ... وأطراف النهار... ) يعني النهار المطلق ، وهو جمع وليس فردا ، وإلا فأتوني بجمع النهار إذا كان النهار في هذه الآية مفردا ، وأتوني بدليل مما أنزل الله .


2 ) رفع الشبهة عن قوله سبحانه ( إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا ) والإشكال الذي طرح هو في قوله ( يخرون للأذقان سجدا ) وسؤال السائل : كيف يسجدون على أذقانهم ؟
إن معنى هذه الآية ليس السجود على الأذقان ، وإليك الآية بتعبير آخر أي [ يخرون والدمع ينزل للأذقان وهم سجدا ] وهذا هو المعنى الحقيقي للآية ، ويؤكد هذا المعنى ما جاء بعد هذه الآية في قوله سبحانه ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ) 

3 ) وسؤال تردد كثيرا يقول ، هل قوله ( ... وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ...) يعني الصلاة ؟

الجواب :
إن الصلاة فيها أقوال وحركات ووضعيات وكلها مرتبطة بوقت معين ، وكثيرا ما يرمز لها بأحد مكوناتها ، فقوله
مثلا ( وقرآن الفجر ) هذه عبارة مكونة من إسمين وحرف ، لا يوجد فيها الفعل المطلوب ، فهناك تعبير وكلام مستثر في العبارة ذاتها ، ويفهم من هذه العبارة ( وقرآن الفجر ) أنها تعني صلاة الفجر ، وهذا النوع من التعبير معروف عند شعوب العالم كلها ، وهي تمارسه يوميا ولا يحتاج لفلسفة لا يراد منها إلا العناد والتعجيز ، فعبارة ( وقرآن الفجر ) لا يوجد فيها الفعل المطلوب ولا يمكن أن نقول عنها أنها ناقصة ، وتفهم من خلال ما ورد في القرآن أنها تعني صلاة الفجر لأن الله ذكر في هذا الوقت صلاة وسماها بصلاة الفجر ، فعندما يقول سبحانه ( .. وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ... ) فهذا يعني الصلاة في هذا الوقت ، بحكم التسبيح هو الذي نقوله في السجود في هذا الوقت ، وكذلك قوله عز وجل في شأن هذا الوقت نزل يقول ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل .. ) فأطراف النهار كلها صلاة وجزءا من الليل أيضا ، وبالتالي ( فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح ... ) يعني أن القصد من التسبيح هو الصلاة .

4 ) معنى قوله سبحانه ( فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) 
إن الآية الكريمة نزلت في حق نبي الله زكريا ، وقد بشره الله بيحيى رغم أنه شيخ كبير وامرأته عاقر ، فتعجب مستبشرا وأراد أن يطمئن أكثر ، فطلب من الله أن يجعل له آية ليزداد اطمئنانا على هذه البشرى ، ويكأن الله عاتبه على هذا فجعل له آية في لسانه الذي قام بهذا الطلب ، بأن حبس لسانه عن النطق لمدة ثلاثة أيام ، حيث لا يمكنه أن يكلم الناس إلا رمزا أي بالإشارات ، فقط وذلك قوله سبحانه ( ... قال رب اجعل لي آية ، قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا ... ) 
فالبشرى جاءته بالليل ، وذلك من قوله سبحانه ( فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك بيحيى ...)
أي أن الملائكة نادته على انفراد وهو في صلاة ، وذلك لا يكون إلا في النافلة ، ولا يوجد نافلة إلا في الليل ، وبالتالي فالبشرى وقعت في الليل ، وبعد أن طلب الآية وقع تنفيذها في الحال فأصبح لا يستطيع الكلام إلا بالرموز ، علما أنه مازال في المحراب المكان الذي كان يصلي فيه والذي بشرته فيه الملائكة ، ومع انتهاء الليل الذي كان فيه وجاء وقت صلاة الفجر ، ماذا حدث مع قومه الذين جاؤوا للصلاة ليصلي بهم كالعادة ؟ إنه الآن لا يستطيع الكلام وكيف سيتصرف للصلاة بهم ؟ يخبرنا الله عنه فيقول ( ... فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا ) أي خرج عليهم( من المحراب ) المكان الذي كان يصلي فيه بالليل ( وأوحى إليهم ) أي تكلم معهم بالرموز ( أن سبحوا بكرة وعشيا ) أي أرشدهم أن يصلوا لوحدهم ( بكرة وعشيا ) أي كل الصلوات ، إنطلاقا من تلك البكرة ، فلا يستطيع الصلاة بهم إلى أن تنتهي الفترة الموعودة ، هذا علمي في هذه الآية والله هو الخبير العليم .

5 ) معنى قوله سبحانه ( فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ، ومن الليل فسبحه وأدبار السجود ) فهذه الآية تذكر صلاة الفجر المتمثلة في قوله ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) والصلاة الوسطى
في قوله ( وقبل الغروب ) وصلاة العشاء في قوله ( ومن الليل فسبحه ) ثم يذكر النافلة بعد ذلك في قوله ( وأدبار السجود ) أي بعبارة أخرى [ صل أدبار السجود المفروض والمذكور سابقا ] فالآية جاءت تتناول الصلاة ، فذكرت الفرائض أولا مع ذكرها كلها ( قبل طلوع الشمس ) ( وقبل غروبها ) ( ومن آناء الليل ) فلما ذكرت المفروض أردفته بصلاة أخرى دون تحديد أي مقدار معروف ، وتلك هي صلاة النافلة المعززه بقوله سبحانه ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر ، إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك ...) فانظر كيف جمع الفرائض أولا رغم وجود النافلة بينهما ، والتي هي بين دلوك الشمس والفجر ، فجمع الفرائض أولا رغم توسط النافلة بينها ، وترك النافلة عقب الفرائض والتي عبر عنها في الآية السابقة بقوله ( وأدبار السجود ) أي أدبار السجود المفروض ، إذن هي صلاة النافلة لا غير .

6 ) معنى قوله ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب ) 
إن أول صلاة نزلت هي في قوله عز وجل ( يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا ، نصفه أو انقص منه قليلا ، أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا ) هذه أول صلاة ، وجاء وقتها معين في الليل ، وجاء أيضا مقدارها معين بما يقارب نصف الليل ، فالآية السابقة الذكر ( فإذا فرغت فانصب وإلى ربك فارغب )جاءت تدعيما لهذه الصلاة ، حيث أنها تدعو المؤمنين إلى المبادرة بالصلاة فور انتهائهم من شغلهم ، أي متى دخل الليل وانتهوا من أشغالهم ينطلقون في الصلاة ، أي بعد الانتهاء من تناول عشائهم والفراغ من أشغالهم يدخلون في الصلاة مباشرة ولا يذهبون للنوم ، وهذه الآية عالجت مشكلا تتعرض له الصلاة ، وهو أنها إذا لم يبادر بها أولا ، وتركت إلى بعد النوم ، قد لا يستيقظ الإنسان في الوقت الذي يمكنه من القيام بالمقدار المطلوب والذي يقارب نصف الليل ، فالمقدار يصبح عرضة للتقصير منه وقد لا يستيقظ الإنسان تماما وتضيع صلاة تلك الليلة ، وهذا مما قد يحدث بكثرة ، ونزول مثل هذه الآية يعالج هذا المشكل تماما ، علما أن الآية جاءت للتعجيل بالصلاة ما أمكن ، إذ لا يسمح للفرد أن يسهر ثم يأت بعد ذلك للصلاة فينعكس ذلك سلبا على الصلاة ، فالآية ضبطت الوضع جيدا وهيأت الناس لئن يتعلموا ضوابط الصلاة من الالتزام بالوقت والالتزام بالمقدار وكذلك الالتزام بوقت بدايتها .

7 ) جاء سؤال عن صلاة التطوع في النهار خارج أطراف النهار :

أول شيء يتبين من خلال السؤال أن المرء لا زال قلبه محموم بالتشبت بالأجداد وليس بالتمسك بما أنزل الله ، وتبين أيضا أن المرء مرتاب في ما أنزل الله ، وخصوصا إذا كان لا يقوم بالتطوع الحقيقي الذي عين الله وقته في الليل والذي يسمى بالقيام ، وبالتالي يكون التمسك بالأجداد قويا عن التمسك بما أنزل الله ، وتصرفات مثل هذه تعطل الإنسان عن الهداية وتمهد للضلال دون أن يعبأ بها الإنسان ، إن الله يريد قلبا سليما ، خاليا تماما من جميع أنواع الشرك ، فالشرك مهما قل يبقى دائما عرقلة أم

مواضيع بتور صالح : لا صلاة للنافلة في النهار إطلاقا

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح
افتراضي لا صلاة للنافلة في النهار إطلاقا


لا صلاة للنافلة في النهار إطلاقا


فالنافلة لا تكون إلا في الليل بعد الانتهاء من الفرض، يقول الله عز وجل ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ، ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) <الإسراء> هذه الآية شملت الصلاة كلها، الفريضة والنافلة ، ونرى واضحا أن الله ذكر 
الفريضة أولا ثم ذكر بعدها النافلة رغم أن هذه الأخيرة تتوسط الفريضة وهذه الآية جاءت تبين مقادير الصلاة ، فقوله أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل يعني أن صلاة العشي تبدأ من دلوك الشمس أي قبل غروبها بقليل وتنتهي إلى غسق الليل أي عند اشتداد ظلمة الليل وهذا مقدار صلاة آخر النهار وصلاة أول الليل أما قوله وقرآن الفجر فيعني صلاة الفجر ومقدارها طيلة الفجر من بداية أول النهار إلى قبل طلوع الشمس وأما النافلة فلم يجعل لها مقدارا معينا كما كانت عليه سابقا لما كانت مفروضة وكان مقدارها ما يقارب نصف الليل ، وذهب بعض العلماء يلوون ألسنتهم بالكذب لإصراف الناس عن حقيقة هذه الآية فقالوا إن دلوك الشمس يعني نزولها عن كبد السماء ويريدون بذلك إدخال صلاة الظهر والعصر بهتانا على الناس والحقيقة أن دلوك الشمس هو ما تفسره الآيات السابقة والتي تدل كلها على أن دلوك الشمس يكون في آخر النهار ، وفي طرفه ، وقبل غروب الشمس بقليل وكأن الشمس تريد أن تلتصق بالأرض في نظر المشاهد ذلك هو دلوك الشمس . 
إن الله أنزل ثلاث صلوات في اليوم اثنان في طرفي النهار وأخرى في بداية الليل ، يقول الله عز وجل في سورة هود ( وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل ) تكون الأولى في بداية النهار مع ظهور الفجر وتنتهي قبل طلوع الشمس وتكون الأخرى في آخر النهار ومتماثلة تماما مع الأولى بحيث تبدأ الثانية عند دلوك الشمس أي قبل غروب الشمس وليس بعد غروبها كما نراه اليوم وتنتهي هذه الصلاة مع بداية الليل الذي تبدأ معه الصلاة الثالثة وتنتهي هذه الأخيرة بغسق الليل أي عندما تشتد ظلمة الليل وهنا تنتهي الصلاة المفروضة ويفتح الباب لصلاة النافلة ولا صلاة في النهار على الإطلاق .
فهذه هي صلاة الفرض والنافلة التي علمها الله لرسوله ولأمته وهذه إذن صلاة النبي لمن أراد أن يعرف متى كان النبي يصلي ولمن أراد أن يصلي مثل النبي أو مثل الذين كانوا معه ، وكذلك كان الصالحون والأتقياء يصلون النافلة في الليل فقط ، وأضرب أمثلة من ذلك .
هناك رجال صالحون سماهم الله عباد الرحمان فهؤلاء كانوا يصلون النافلة في الليل كما قال الله فيهم 

( وعباد الرحمان الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربـهم سجدا وقياما ) فقوله يبيتون يعني أن صلاتهم كانت بالليل، وفي هذا الوقت أيضا كانت صلاة المتقين قال الله عز وجل ( إن المتقين في جنات وعيون آخذين ما آتاهم ربهم انـهم كانوا قبل ذلك محسنين كانوا قليلا من الليل ما يهجعون ) فصلاتهم كانت بالليل ، فالله يحثنا على النافلة في الليل فيقول ( أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه ) وقال عن أهل الكتاب ( من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) فكل هؤلاء كانت صلاتهم في الليل .
فهذه هي صلاة النافلة التي أنزلها الله في كتابه ، فالفريضة تكون في أطراف النهار وبداية الليل والنافلة تأتي بعد ذلك في الليل ولا يوجد في القرآن إطلاقا صلاة في غير هذه الأوقات ولا يوجد أحد صلى في غير هذه الأوقات الأنبياء والصالحون على حد سواء . 
إن في هذه الأوقات يختفي ظل الأشياء كلها أي يكون ممتدا بينما كان يتحرك في النهار ليكون مـمتدا في آخره ، وهذا يعني سجود الظلال في أواخر النهار وبالتالي سجود الأشياء كلها مكرهة ، إذن في هذه الأوقات تسجد الأشياء كلها طوعا وكرها فالذين يسجدون طوعا يسجدون بإرادتهم فيفعلون ذلك بأجسامهم لما أمرهم الله به في هذه الأوقات والذين أبوا ذلك يسجدون إكراها بظلالهم فتصبح ممتدة في هذه الأوقات
قال الله عز وجل ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) وهذا واضح أن الظلال تسجد في هذه الأوقات سجود إكراه لمن لا يريدون أن يسجدوا لله طوعا ، وقال أيضا
( أولم يروا إلى ما خلق الله من شيء يتفيأ ظلاله عن اليمين والشمائل سجدا لله وهم داخرون )
وهم داخرون يعني مجبرون ، ولهذا جعل الله لنا الصلاة في الصباح قبل طلوع الشمس أي تنتهي قبل ظهور الظل وتبدأ بالعشي قبل غروبها أي عندما يمتد الظل ويبدأ في الإختفاء ، وليس بعد غروبها كما نراه اليوم ومن بدأ الصلاة بعد غروب الشمس متعمدا فقد ارتكب إثما كبيرا ولنأخذ قصة وقعت لأحد الأنبياء مع أن الفعل ليس متعمدا ، فنبي الله سليمان جاءوه يوما بخيل ممتازة وكان ذلك وقت العشي وبينما هو يتأملها غربت الشمس إذن ذهب جزء من الصلاة فلما رأى الشمس غربت انتقم من تلك الخيل شر انتقام وانتبه لما قاله الله في هذا الشأن ( ووهبنا لداوود سليمان نعم العبد انه أواب إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد فقال اني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ، ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) < ص> حتى توارت بالحجاب يعني حتى غربت الشمس ، وهذا هو الوقت الصعب في الصلاة لأن قبل غروب الشمس لا يزال الناس مرتبطين بأمور الدنيا ، فهذه هي الصلاة الوسطى التي نبهنا الله عنها حيث أن الصلاة التي تقام في الصباح توافق وقت الفجر سميت بصلاة الفجر والتي تقام في وقت العشاء سميت بصلاة العشاء أما التي جاءت بينهما فتسمى حسب ترتيبها بالصلاة الوسطى ولا يوجد في القرآن غير هذه الأسماء الثلاث لهذه الصلوات الثلاث .
إن من تدبر القرآن يعلم علما يقينا أن لا وجود للصلاة في النهار إطلاقا وأن الله جعل النهار لقضاء الناس حوائجهم وفي هذا قال لنبينا بعد أن أمره بالعبادة في الليل ( إن لك في النهار سبحا طويلا ) <المزمل>
أي إن لك النهار كله لقضاء حوائجك فتفرغ للعبادة في الليل .
ذكر الله في التنزيل أن اليوم فيه ثلاث عورات ينام الناس فيها ويضعون ثيابهم ، فالعورات التي هي بالليل حددها الله بالصلاة كصلاة الفجر وصلاة العشاء لأن الصلاة موجودة بالليل أما العورة التي هي في النهار وبالضبط وقت الظهيرة فلم تحدد بأي صلاة لعدم وجود أي صلاة في هذا الوقت وتأمل جيدا لقوله تعالى 
( يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم والذين لم يبلغوا الحلم منكم ثلاث مرات ، من قبل صلاة الفجر ، وحين تضعون ثيابكم من الظهيرة ، ومن بعد صلاة العشاء ثلاث عورات لكم ) <النور> 
تأملوا هذه الآية جيدا ، فلو كانت هناك صلاة الظهر أو صلاة العصر لحددت عورة الظهيرة بإحدى هاتين الصلاتين لكون الظهيرة بينهما ، فصلاة الظهر والعصر لا هي فريضة ولا هي نافلة ، وإنما هي من صنع الناس ، فاتقوا لله يا أولي الألباب .

الكاتب : بنور صالح

مواضيع بتور صالخ : ترتيـل القرآن وليس الغناء

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح
افتراضي ترتيـل القرآن وليس الغناء

ترتيـل القرآن وليس الغناء





يقرأ القرآن قراءة عادية كقراءة أي كتاب إلا أن قراءته تكون مرتلة أي رويدا رويدا وهذا هو معنى الترتيل وليس معناه الغناء أو التلحين كما يفعل الآن وكلمة ترتيل تعني عدم الإتيان بشيء دفعة واحدة يقول الله عز وجل ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادكورتلناه ترتيلا ) يعني أنزلناه مجزأ وليس دفعة واحدة وهذا معنى الترتيل في نزول القرآن ، والترتيل في قراءته يعني قراءته ببطء فالغناء والتلحين أدخلا على قراءة القرآن ودعما بحديث صنعوه يقولون فيه من لم يتغن بالقرآن فليس منا فاستعملت كلمة التغني بدل الغناء للتمويه على الناس فالتغني والغناء معنى واحد ، وهكذا أدخلت الموسيقى للكنائس . فالقراءة تعرف لدى الجميع أنها خالية من التلحين بجميع أشكاله ، فإذا قال لك إنسان إقرأ لي هذه الرسالة هل ستبدأ تغني أمامه وإذا فعلت ذلك هل يقول أنك تقرأ ، وإذا كان هذا فعل محمود فادخلوه في مدارسكم واقرأوا الكتب الدراسية بالغناء ، فالقرآن سمي قرآنا لأنه يقرأ وهي ميزة أساسية جاءت كشعار تتمثل في إسمه وهكذا لا يتسنى لأحد أن يلحن القرآن فإن أغلب الديانات إن لم أقل كلها تغني بكتبها وهكذا انتقلت هذه العدوى إلى القرآن ، ولو كان الرسول يغني بالقرآن لقال له الكفار إنك مغني ولكن كانوا يقولون له انك شاعر لما كانوا يسمعونه من قراءة عادية ، وهل كان جبريل يقرأ القرآن على نبينا أم كان يغنى به كما يفعل المسلمون الآن ، وكيف يفعل ذلك وهو الذي جاء يقول عن الله عز وجل ( فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) وقال أيضا ( فاقرأوا ما تيسر من القرآن )فكيف أصبحتم لا تفرقون بين القراءة والغناء في القرآن . فالقراءة التي نسمعها اليوم والتي يسمونها بالترتيل والتجويد ما هي إلا نوع من أنواع الموشحات ، فكل من أراد أن يطمس الله على فهمه لكتاب الله فليلحن القرآن وجرب ذلك شهرا وانظر الفرق 
وإذا رأيت خيرا في القراءة فاشكر الله واعلم أنك تقرأ القرآن أي القراءة .

مواضيه بنور صالح : كلمة آمين لا أصل لها في دين الله

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح


افتراضي كلمة آمين لا أصل لها في دين الله

كلمة آمين لا أصل لها في دين الله




إن كلمة آمين التي تقال بعد الأدعية ليس لهذه الكلمة أصلا في القرآن وإنما هي كلمة يقولها النصارى بعد الصلاة وأنها أدخلت على الدين واصطنع لها أحاديث لتثبيتها داخله 
وكلمة آمين هي Amen وهي عبرية وليست عربية ومعناها بالفرنسية Ainsi soit -il أي لتكن كذلك وإذا كان هذا هو المعنى وقلنا بهذا بعد الدعاء فكأننا فرضنا الاستجابة على الله وهذا قول سيئ للغاية ، فالكلمة لا يعرف حقيقة معناها إلا مما نسمعه عند الناس وقد تكون هذه الكلمة مما كان يستعمله المشركون والسحرة قديما لاستجابة الشياطين لهم وأدخلت على النصارى ثم انتقلت إلى المسلمين فيجب الابتعاد عن كل كلام يقصد به العبادة أو التقرب إلى الله ولا يعرف معناه ، والذي يستحسن أن نقوله آخر الدعاء هو الحمد لله رب العالمين وهو ما يقوله أهل الجنة آخر دعائهم كما قال عز وجل في سورة يونس <10> ( إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم تجري من تحتهم الأنهار في جنات النعيم دعواهم فيها سبحانك اللهم وتحيتهم فيها سلام وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) 

وهذا ما نقلته من القاموس الفرنسي Petit Larousse 
Amen: n m inv. Mot hebreu sinif ainsi soit –il mot par lequel se termine une priere

مواضيع بنور صالح : التسبيح في السجود وكيفيته

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح

افتراضي التسبيح في السجود وكيفيته

التسبيح في السجود وكيفيته



التاريخ : 10/05/2007




وضعية التسبيح في الصلاة 
إن وضعية السجود هي الوضعية الوحيدة التي نسبح الله فيها ونحن في الصلاة ، فالتسبيح لا يكون في وضعية القيام مثلا ، بل هو دائما في السجود ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا
طويلا .. ) فالأمر بالتسبيح جاء في السجود بقوله ( فاسجد له وسبحه ) ويأتي بعد وضعية القيام مباشرة ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجدا وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون ... ) 
فقوله ( خروا سجدا وسبحوا ) يبين أيضا أن التسبيح يكون في السجود ، نفس الشيء كقوله ( فاسجد له وسبحه ) والذي يعني دائما أن التسبيح يكون في السجود .


ــ التسبيح بأسماء الله الحسنى 
بعد ما علمنا أن التسبيح يكون في السجود ، نأتي الآن إلى كيفيته ، فقد أرشدنا الله أن نسبحه باسمه ، وهو ما جاء في قوله سبحانه ( ... فسبح باسم ربك العظيم ... ) إذن فالتسبيح يكون باسمه ، ولقد بين لنا أن له أسماء عديدة ، وهي الأسماء الحسنى وأرشدنا أن ندعوه بها ، وذلك قوله تعالى ( ... ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ... ) فقوله ( فادعوه بها ) هو توجيه من الله باستعمال هذه الأسماء ، فمتى كانت الحاجة في استعمالها فتح الباب على جميعها بتوجيه من الله ، وبما أن التسبيح في السجود يستوجب التسبيح باسمه ، فنحن إذن أمام هذه الأسماء ، بقي للعبد هل يستعمل أحدها أم بعضها ، أم يستعمل جميعها .

ــ هل نستعمل بعضها أم جميعها 
إن قضية استعمال بعض الأسماء أو جميعها في التسبيح يشبه قراءة القرآن في الصلاة ، فلو أخذنا الجزء الأخير من الكتاب والذي يحوي السور القصيرة في القرآن ، وعلما أن الصلاة يقارب مقدارها 45 دقيقة ، فالتنقل في الصلاة من سورة لأخرى عبر هذه السور القصيرة يبقى ذلك المرجو من أن يبقى يردد سورة بعينها عشرات المرات وفي كل يوم وفي كل الصلوات ، فالكل يعلم أن هذا هو الصواب ، ولنأخذ مثالا من واقعنا ، ولنأخذ قصيدتين لشاعر في مدح ملك من الملوك ، واحدة يذكر فيها الملك بصفة واحدة في كل القصيدة ، والأخرى نفس القصيدة لكنه يذكر الملك بأوصاف متعددة ، فتارة يصفه بالقوة ، وتارة يصفه بالشجاعة ، وتارة يصفه بالرجولة ، وتارة يصفه بالشهامة ، وتارة يصفه بالكرم ، وهكذا حتى نهاية القصيدة ، وجاء اليوم الذي كان ينتظر فيه لقاء الملك ، فأي قصيدة سيقدمها ؟ فما من شك ، ولا ذرة من الشك بأنه سيقدم التي فيها الأوصاف العديدة ، ولنأخذ مثالا آخر ، وهذه المرة مع رجل يريد تقديم طلب شغل لمدير مؤسسة ، ولنفرض أن بين يديه طلبين أنجزهما ، أحدهما يردد فيه اسم المدير ، والآخر يردد فيه اسم المدير بأوصاف عديدة ، فأي الطلبين يقدمه للمدير ، فما من شك أنه سيرمي بالذي كتبه باسم واحد ويقدم له الثاني الذي يحمل الأوصاف العديدة ، والآن جاء وقت الصلاة ، ونأخذ نفس الرجل ونفس الشاعر وهما الآن في الصلاة أمام مالك الملك ، وكل منهما في جعبته الأسماء الحسنى ، فما الذي يجب عليه فعلهما وهما الآن ساجدان ، فهل يسبحانه بوصف واحد أم يخرجان كل ما في الجعبة من أسماء ، فلا أحد يجحد بأن عليهما أن يخرجا كل ما في الجعبة من أسماء الله ، وقد أخذت هذين المثلين للرجلين ، وهو ما ينطبق على أي شخص يكون في وضعيتهما ، فأي شخص يكون في وضعيتهما إلا ويفعل فعلهما ، وكلنا في الصلاة نمر بوضعيتهما ، ضف إلى ذلك أن التسبيح له ليس له مقدار معين في السجود ، وتراه يختلف من شخص لآخر ، فهذا يطيل السجود والآخر يخففه ، وبالتالي فذكر أسماء الله الحسنى كلها ينهي أي خلاف في هذا المجال .

ملاحظة

ــ بالنسبة للذكر في السجود فلا يليق إلا التسبيح ، وما يفعله الناس من الدعاء في السجود فلم ينزل به الله من سلطان .


ــ أما أسماء الله الحسنى التي يذكرها الناس ليست كلها أسماء لله ، بل وفيها المنكر الفاحش ، ومثل ذلك من الأسماء المنكرة قولهم على الله [ الضار ] وهذا إسم فاحش لم ينزل الله به من سلطان ، وهو منكر من القول وزورا ، فلا نقول على الله مثل هذا ، وعلينا أن نعرف كيف نتكلم على الله ، فضلا أن نصنع له الأسماء ، وإليك مقتطف من كلام نبي الله إبراهيم ، وكيف تكلم عن الله في نقطة شبيهة بهذه ، فقال عن ربه ( ... الذي خلقني فهو يهدين ، والذي هو يطعمني ويسقين ، وإذا مرضت فهو يشفين ، والذي يميتني ويحيين ... ) أنظر إلى قوله عن ربه أنه هو الذي يفعل كذا وكذا... وهو الذي يفعل كذا وكذا ... والذي يفعل كذا .... ولكن عند ذكره المرض قال ( وإذا مرضت فهو يشفين ) ولم يقل [ والذي يمرضني ] فما بالك أن يقول الناس على الله هو [ الضار ] فهذا كلام سيء للغاية وكلام منكر ، وحتى الأسماء التي لا يلقي لها الإنسان بال ، كقولهم عن الله [ النافع ] فالنفع يكون للأشياء والجمادات ، وهو من الممتلكات المعنوية ، ولا يليق بأن يعطى اسما للبشر ، فكيف بأن يعطى اسما للخالق الجبار ، فهذا أيضا منكر ، وحتى الأسماء الجميلة كالنور مثلا ، فلا نقول على الله [ النور ] فقد سمى الله أشياء أخرى بهذا الإسم ولم يجعل هذا اسما له وهو أعلم بهذه الأسماء ، بل قال [ الله نور السماوات والأرض ] فنحن أيضا نقول مثل ما قال [ الله نور السماوات والأرض ] إذن فأسماء الله الحسنى هي ما أنزلها الله في حقه سبحانه وهو أعلم بها ، لا نزيد عنها ولا نصنع له أسماء سعيا وراء ما شرع الناس بأن له 99 اسما من أحصاها دخل الجنة ، وهذا من الافتراءات على الله وقد يكون من المكر المدبر ليقع الناس في الجهل على الله ، ولا يعذرون لجهلهم حينئذ ، وقد أنزل عليهم ما يصونهم من ذلك بإذنه ، إذن فالقائمة المعروفة بأسماء الله الحسنى يجب تصحيحها ، وكل من علقها في بيته دون تصحيح فهو يجهل على الله ، فليأخذ مسؤوليته كاملة يوم القيامة .

الكاتب : بنور صالح

مواضيع بنور صالح : معنى دلوك الشمس

مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح
افتراضي معنى دلوك الشمس

معنى دلوك الشمس



لكي أشرح هذه النقطة بالذات علي أن أعرج قليلا على الصلاة التي أنزلها الله .

أخواني الكرام ، إن ما أنزل هو مرجع وليس مراجع ، وكل ما أعطيك هو من هذا المرجع ، ولا يجوز أن يخاض في هذا المرجع بأي أداة خارجية إلا بأدواته ، فاللغة المتعامل بها ليست إلا إحدى مشتقات اللغة العربية الأصيلة والتي لا يوجد أصل أصيل منها إلا ما أنزل الله ، وهو الوحيد الذي يأخذ التزكية من الله على أن لغته هي اللغة العربية الأصلية التي نزل بها وكان ينطق بها القوم آنذاك ، وكل لغة تتدحرج عبر الزمان والمكان فتأخذ أشكالا مختلفة ، فمكة التي نزل بها آنذاك هي مكة التي موجودة الآن ، وأهل مكة اليوم يعتبرون أعاجم بالنسبة للقرآن فكلامهم يختلف تماما عن لسان القرآن ، لذا لا يمكن أن يفسر القرآن بهذه اللغة وتعد مدخلا للقرآن فقط ، ومن مهامي المستقبلية إن شاء الله أن أصحح هذه اللغة لإسترجاع ما أمكن من اللغة الأصل ، ولا يمكن أن يفسر القرآن بالقواعد النحوية من إعراب وغير ذلك ، فالفعل الماضي الذي يعرف في النحو بفعل قد سبق قد تجده في القرآن فعلا قد يلحق والعكس صحيح أيضا ، والكثير من هذه الأمور التي ليست محور الموضوع ، وعموما لا يمكن أن يفسر القرآن بأي أداة خارجية وإلا ضل من فعل ذلك ، فالمرجع لفهم وتفسير التنزيل هو لغة قريش التي هي لغةالقرآن والقرآن فقط .
نعود للموضوع .

أولا : ليكن في علمنا جميعا أن الله إذا أنزل صلاة مفروضة على العباد ينزلها معلومة غير مبهمة ومعلومة بما يلي : 
1 ــ ينزل الأمر بها بآية تفيد الأمر وبه تفرض الصلاة .
2 ــ يعين الوقت الذي تقام فيه ، فلا تصح بأدائها في غير ذلك الوقت .
3 ــ تنزل بمقدار معين لا يجب التلاعب به ، لها بداية ونهاية ، فلا يجوز التقصير منه وإلا أصبحت صلاة تقصير غير مرخص فيها إلا في موطن ذكره الله .

نأخذ قوله تعالى ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل )
1 ــ الأمر بالصلاة هو ( أقم الصلاة )
2 ــ الوقت المعين هو ( طرفي النهار وزلفا من الليل ) فلا تصح في غير هذا الوقت ، فلا تصح في غير أطراف النهار ومن قال بذلك فقد افترى على الله وضل وأضل .
3 ــ مقدارها هو ( طرفي النهار وزلفا من الليل ) أي طرف النهار كله صلاة وجزء من بداية الليل .

ب ) تفصيل المقادير 
إن كلمة ( طرفي النهار ) تقتضي العدل في الطرفين ، فلا يمكن أن نأخذ طرفا أكبر أو أصغر من الآخر ، والنهار هو النهار ، وبدايته لها نفس الملامح في نهايته ، فإذا عرفنا الطرف الموجود في البداية فبكل بساطة نعرف بإذن الله الطرف الموجود في النهاية بإسقاط الطرف الأول على الثاني لتماثل الطرفين ، وعلينا أن نعرف بأن الطرف يجب أن يكون معلوم الحدود ، من أين يبدأ وإلى أين ينتهي ، ولنبدأ ولنأخذ الطرف الأول من النهار .

بداية الطرف الأول من النهار :
يبدأ الطرف الأول من النهار مع بداية النهار ، متى يكون ذلك ؟ نأخذ قوله تعالى ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) فالصلاة تكون وقت الفجر وسميت بصلاة الفجر لوقوعها في ذلك الوقت ، فالفجر من الإنفجار أو التفجير كقوله تعالى ( وفجرنا الأرض عيونا ... ) أي بمعنى تنشق الأرض جزأين منفصلين ، وبالتالي فالفجر هو انشقاق الليل عن النهار ، وفي بداية الإنشقاق نرى الشيئين معا وهما ينفصلان ، أي لمعرفة بداية الفجر ننظر إلى السماء فيجب أن نرى الليل والنهار في آن واحد وهما ينفصلان ، وذلك عندما تنظر إلى السماء فيبدو لك أن الظلام لا زال غالبا فتقول لا زال الليل لم يخرج بعد ، وفي نفس الوقت يبدو لك أن الضوء أصبح غالبا فتقول أن النهار قد ظهر وأصبح جليا ، فذلك الوقت الذي ترى فيه الإثنين هو بداية الفجر ويستمر الفجر في الإنفجار إلى أن ينفصل الليل تماما عن النهار .

نهاية الطرف الأول من النهار :
تنتهي الصلاة مع إنتهاء الطرف الأول من النهار ، ويعرف هذا الحد بقوله تعالى ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس ) إذن فطلوع الشمس هو الذي يعطينا حد الطرف الأول من النهار ، والله يأمرنا فيقول لنا سبح قبل ذلك أي صل قبل ذلك ، فعلينا أن نبقى في صلاة ما دام الشمس لم تطلع ، وذلك هو مقدار الصلاة الذي حدده الله ، بقي لنا أن نعرف بالضبط ماذا يعني الله بطلوع الشمس ، هل يعني ظهور قرص الشمس عن الأرض ، أم يعني ارتفاعه عن الأرض ، نتابع ماذا يقول الله في الطرف الثاني من النهار والذي هو مماثل للطرف الأول ، ونوضح ذلك بما يلي :
إن بداية الطرف الأول من النهار يقابلها نهاية الطرف الثاني من النهار ، أي بداية الطرف الأول هي نهاية الطرف الثاني .
ونهاية الطرف الأول من النهار يقابلها بداية الطرف الثاني من النهار ، فالذي حدد لنا نهاية الطرف الأول من النهار هو طلوع الشمس ، وكذلك الأمر بالنسبة للطرف الثاني من النهار ، فالذي سيحدد لنا بدايته هو غروب الشمس ، إذن لنتابع ماذا قال الله عن بداية الطرف الثاني من النهار ومتى نبدأ الصلاة فيه ، يقول عز وجل ( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب ) أي تبدأ الصلاة قبل غروب الشمس وتمتد إلى آخر الطرف الثاني من النهار ، وهذا كله صلاة ، فالآن أصبح الطرف الثاني معلوم الحدود أيضا ، لنضبط جيدا نقطة طلوع الشمس وغروبها فنقول :
** الطرف الأول من النهار ينتهي قبل طلوع الشمس .
** الطرف الثاني من النهار يبدأ قبل غروب الشمس .
ونظرا لتماثل الطرفين يستوجب أن تكون الشمس موجودة في كلتا الحالتين لكونها موجودة قبل الغروب ، أي طلوع الشمس الذي يحد الطرف الأول من النهار يجب أن تكون الشمس موجودة فيه أيضا لتماثل الطرفين ، وهذا يعني ظهور القرص الأحمر للشمس قبل أن ترتفع في أول النهار وقبل أن تختفي أيضا في نهايته ، وللتأكيد على هذا نأتي بالظلال التي تكلم الله عنها في هذه المناسبة والتي أخبرنا بإنها تسجد لله في هذه الأوقات بأن تتوقف عن الحركة وتسكن ساجدة لله وذلك قوله تعالى ( ولله يسجد من في السماوات والأرض طوعا وكرها وظلالهم بالغدو والآصال ) فالظلال هي أيضا تسجد بالغدو والآصال ، وهذه الحالة هي التي يسكن فيها الظل عن الحركة فهو لا يتحرك ويبقى ممتدا وذلك هو سجوده لله ، فهو يتوقف عن الحركة ويمتد قبل غروب الشمس وبالضبط عندما تتحول الشمس إلى قرص أحمر لا يطفي ظلا للأشياء ، إذن فالظل علامة أخرى للتأكيد على ما سبق ، ونقطة التقاء الكل هو القرص الأحمر للشمس فعند ظهوره ما لم تظهر الظلال في التحرك تبقى الصلاة متواصلة وذلك في الصباح في الطرف الأول من النهار ، وعندما يرتفع بعض الشيء فتظهر الظلال في التحرك يكون ذلك نهاية للصلاة ، وكذلك بالنسبة لآخر النهار فتبدأ الصلاة عندما تتوقف الظلال عن الحركة وعندها تكون الشمس قرصا أحمر ملتصقا بالأرض في عين الناظر وذلك هو الدلوك .
إذا نظرنا للصباح والضياء يرتفع شيئا فشيئا ذلك وقت إشراق الشمس ، فإذا ظهر قرص الشمس انتهى الشروق .
وإذا عكسنا ذلك على العشي وقرص الشمس أحمر يميل إلى الغروب فذلك هو الدلوك ، فالدلوك عكسه الشروق ، فدلوك الشمس له وقت قصير تغيب بعده الشمس ، وهو مقدر عندي بحوالي 12 دقيقة ، وأذكر بالمناسبة ما وقع لنبي الله سليمان ، وذلك أنه جيء له بخيل بالعشي يعني والصلاة قريبة ، فانشغل بالخيل فما لبث أن وجد قرص الشمس قد اختفى فضاع منه وقت من الصلاة فأصبح عليه لزاما أن يصلي صلاة قصيرة حيث وقع فيها التقصير وهو ذنب عند الله وهو ذنب عند الله إذا قصرت الصلاة عمدا ، وأما نبي الله سليمان لم يفعل ذلك عمدا ورغم ذلك غضب غضبا شديدا حيث انتقم من تلك الخيل التي كانت سببا في تقصير الصلاة ، وإليك ما أنزل الله في هذا يقول ( ووهبنا لداوود سليمان ، نعم العبد ، إنه أواب ، إذ عرض عليه بالعشي الصافنات الجياد ، فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ، ردوها علي فطفق مسحا بالسوق والأعناق ) ، أخي الكريم إن هذه الصلاة هي الصلاة الوسطى والتي حذرنا الله من التقصير فيها ، وهي التي تقع وسط الصلوات الثلاث ، فالأولى صلاة الفجر كما سماها الله بوقتها ، والأخيرة الثالثة صلاة العشاء كما سماها الله بوقتها ، والوسطى هي التي تقع بينهما وهي التي معرضة للتقصير ، وما من أحد صلى الصلاة التي أنزلها الله إلا ووجد أن هذه هي أصعب صلاة ، فالناس يكونون مربوطين بالدنيا في ذلك الوقت ، وما منا إلا ويقع فيها خلال حياته وأحسننا من وقع منه القليل .

نتكلم الآن عن الصلاة الثالثة وهي العشاء 
يقول الله عز وجل ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ، وقرآن الفجر .. ) ، قرآن الفجر هو صلاة الفجر وهي التي تقع في الطرف الأول من النهار ، يبقى الصلاتين الأخريين هما اللاتي تذكرهم الآية بقوله ( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل ) ومعنى ذلك أن الصلاة تبدأ من دلوك الشمس وتنتهي إلى غسق الليل ، فتبدأ الصلاة الوسطى من دلوك الشمس إلى آخر النهار ، وتدخل العشاء تبعا بعد ذلك من بداية الليل إلى غسقه ، وهذه هي الصلاة كلها .
نتكلم الآن عن اللغة واللغويين وما قيل في الدلوك :
إنقسم هؤلاء إلى قسمين ، قسم قال بالدلوك في الظهيرة ، وقسم قال بالدلوك عند الغروب ، فالذين قالوا بالدلوك عند الغروب هم الذين صدقهم القرآن وذلك هو الصحيح 
أما الذين قالوا بالدلوك في الظهيرة هم المشركون والمنافقون الكاذبون إلا من رحم ربك ممن خاضوا في ذلك بدون علم ، أرادوا من ذلك تحريف كلام الله ليجعلوه يمشي مع أهوائهم وما صنعوه من تشريع للعباد ، فاختلفوا وأعمى الله أبصارهم ، فتفسيرهم هذا بمعنى الدلوك هو الظهيرة أحق أن يقذف به في مزابل الشرك ويبقى الذين فسروا الدلوك بالغروب هم الأحق والأصح ، وهكذا أقوم بإذن الله بتصحيح اللغة عندما يأت ذلك الوقت إن شاء الله .

الدلوك عكسه الشروق ، أي الشروق فالشمس تظهر شيئا فشيئا حتى يظهر القرص كاملا ، والدلوك وهي تغيب شيئا فشيئا حتى يختفي القرص كاملا ، انتهى .

من كان له أهدى من هذا في قضية دلوك الشمس فليفدنا لنتبع ذلك ، فقط يكون الدليل مما أنزل الله ، وإذا لم تجدوا فاتبعوا ما هو حق ، فهو حجة عليكم سواء اتبعتم أم لم تتبعوا ، والذين في قلوبهم كبر لن يتبعوا الحق ، ويصدق عليهم قوله تعالى ( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق ، وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها ، وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا ، وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا .. )

الكاتب : بنور صالح