الأذان والإقامة
ــ الأذان إن الأذان هو نداء يستعمل عند الحاجة وليس خاصا بالصلاة ، وكثيرا ما يستعمل في التبليغ العام ، ومثل ذلك في نداء إخوة يوسف لما ناداهم مناد كما جاء في قوله سبحانه ( ... فأذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ... ) فهذا أذان ولكنه ليس للصلاة ، مثل ذلك أيضا تبليغ الناس ببراءة الله ورسوله من المشركين في قوله سبحانه ( ... وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله ... ) فهذا أذان ولكنه ليس للصلاة ، ونفس الشيء في نداء إبراهيم عندما أذن في الناس بالحج كما أمره الله سبحانه بقوله ( ... وأذن في الناس بالحج ... ) إذن فالأذان هو نداء تفرضه الظروف ، والقصد منه التبليغ والإعلام ، وبما أن الصلاة تتطلب الحضور في الوقت ، وقد يقع الكثير في الغفلة والسهو والنسيان ، إذن فالظروف تتطلب النداء أي الأذان ، وهكذا كان أيضا في التنزيل ، ينادى للصلاة ، ومثل ذلك قوله سبحانه ( ... يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البييع ... ) إذن فالصلاة تطلبت نداء تمليه الظروف وليس مفروضا ، وهذا واضح في العبارة ( إذا نودي ) التي تبين بأن النداء متعلق بالظروف ، فلا يوجد فيها الأمر بالنداء كأن يقول [ يا أيها الذين آمنوا نادوا للصلاة ] فعبارة ( إذا نودي ) تفيد الظرفية في النداء ، وقد تكرر هذا في غير هذه الآية كقوله سبحانه ( ... وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزؤا ولعبا ... ) فالظرفية هذه نلمسها في الواقع الذي نعيشه أيضا ، فلو أخذنا مثلا جماعة كانت مسافرة لوحدها في الصحراء ، لا ترى على مد العين من يراها ولا من يسمعها ، وجاء وقت الصلاة ، فإنها تقوم للصلاة ولا تنادي في الصحراء ، ولمن تنادي ، فهل تنادي لنفسها ، أم تنادي من أجل أن تنادي ، فهذه إحدى الظروف التي لا تتطلب النداء ، وهناك الكثير مثلها . ــ صيغة الأذان يمكن للأذان أن تكون له أي صيغة بهدف النداء للصلاة ، لا غير ذلك ، والأذان المعروف في الأوساط الإسلامية غني عن التبديل به ، فلا حاجة للتفكير في غيره . ــ الإقامة للصلاة فالإقامة للصلاة لها نفس الظرفية للأذان ، فالظروف تملي ذلك ، إذ لا يمكن أن يقوم الناس للصلاة دفعة واحدة دون أن يكون ما يشير لذلك ، فتخيل أنك في المسجد والناس منتشرة هنا وهناك ، فكيف يتفق الناس للقيام للصلاة في وقت واحد ، فهل يركزون أنظارهم في الإمام إذا ما رأوه قام قاموا للصلاة ؟ وقد يقوم الإمام لغير الصلاة ، فهل كل ما قام الإمام قام الناس ، إذن فالظرف يملي أن يكون هناك ما يسمى باالإقامة ، وبما أن الإمام يقيم الصلاة للناس ، فهو الذي يصلي بهم كما جاء في قوله سبحانه ( ... وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ...) إذن فالإذن يأتي من عنده بالقيام للصلاة ، وهو الذي يشرف على إقامة الصلاة ، وهو الذي يرى ما أن تكون هناك إقامة شفاهية أم لا ، فإذا كان الإمام في جماعة صغيرة من أصحابه كأن يكونوا ثلاث مثلا ، فلا حاجة للإقامة الشفاهية ، إذن فالإقامة مرتبطة بالظرف والأمر يرجع للإمام . أما بالنسبة للصيغة للإقامة فما قيل عن الأذان يقال عنها . ــ التكبيرات في الصلاة إن التكبيرات في الصلاة ليست من الصلاة وإنما هي من متطلبات الظروف والأوضاع ، فهي لا تخرج عن كونها إشارات ليس إلا ، فخذ أي تكبيرة منها ، فإنهم لا يستطيعون تكرارها ، وخذ مثلا التكبير في بداية الصلاة والذي يسمى بتكبيرة الإحرام ، فإنك تجده تكبيرا واحدا لا يقبل التعدد ، أي لا ييستطيع المصلي أن يكرره عدة مرات فيقول ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر ، الله أكبر .... ، ومن فعل هذا يفتونه بعدم الجواز إلى بطلان الصلاة ، فلو كان ذكرا من الصلاة فهل يبطل الصلاة ، فانظر إلى القرآن مثلا ، فالإكثار منه هو زيادة في الذكر ، وانظر إلى التسبيح مثلا ، فالإكثار منه هو زيادة في الذكر ، وانظر إلى التسبيح كيف يكون سرا ، بينما التكبيرات كلها تجدها جهرا ، وذلك لأنها إشارات ظرفية إعلامية ، استعملت في مواضع معينة ، استعملت في البداية للإعلان عن بداية الصلاة ، واستعملت عند النزول للركوع للإعلان عنه ، وكذلك في الرفع من السجود ، فالظروف هي التي تتطلب مثل هذه الإشارات ، ولنأخذ مثالا ، فعندما يكون المسجد مكتظا ، فيضطر آخرون للصلاة خارج المسجد ، فهم لا يستطيعون متابعة الإمام في الحركات كالخر إلى السجود مثلا ، والرفع منه ، فعندما يتوقف الإمام عن القراءة فهم لا يعرفون إن كان خر للسجود أم وقع في خطإ يفكر في إصلاحه ، وفي مثل هذه الحالات يتلطلب الظرف إعطاء إشارات ، كالتكبير مثلا ، إلا أن كلمة الله أكبر يستحسن أن يقال [ الله الكبير ] لقوله سبحانه ( ... الكبير المتعال ... ) أما [ الله أكبر ] فهي صيغة للمقارنة ، ولم تذكر في التنزيل ، بينما ( الكبير المتعال ) فهي من أسماء الله الحسنى التي ذكرها الله ، وتفيد الإطلاق في الكبرياء والاستعلاء . الكاتب : بنور صالح |
Archives du blog
-
▼
2016
(38)
-
▼
08/28
(26)
- مواضيع بنور صالح : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون
- مواضيع بنور صالح : اعتراف المسلمين بأن الصلاة كانت...
- مواضيع بنور صالح : صلاة الجمعة لا أصل لها في دين ...
- مواضيع بنور صالح : تقدر الصلاة بالوقت وليس بعدد ال...
- مواشيع بنور صالح : صلاة الصبح والعشاء
- مواضيع بنور : صلاة المغرب
- مواضيع بنور صالح : الصلاة الوسطى التي أنزل الله
- مواضيع بنوؤ صالح : الأذان والإقامة
- إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا
- مواضيع بنور صالح : كيفية الركوع
- مواضيع بنور صالح : كل قد علم صلاته وتسبيحه
- مواضيع بنور صالح : فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون
- مواضيع بنور صالح : كيفية السجود
- هل التسبيح يعني الصلاة
- لماذا لم ينزل الله الصلاة مفصلة جملة واحدة
- مواضيع بنور صالح : الجلسة بين الصلاتين
- مواضيع بنور صالح : معنى دلوك الشمس
- مواضيع بنور صالح : التسبيح في السجود وكيفيته
- مواضيه بنور صالح : كلمة آمين لا أصل لها في دين الله
- مواضيع بتور صالخ : ترتيـل القرآن وليس الغناء
- مواضيع بتور صالح : لا صلاة للنافلة في النهار إطلاقا
- مواضيع بنور صالح : رفع الشبهات عن الصلاة
- مواضيع بنور صالح : أبعاد الصلاة
- مواضيع بتور صالح : لا صلاة في الأعياد
- مواضيع بنور صالح : صلاة التقصير
- أنزل الله ثلاث صلوات وليس خمسا لا ظهر ولا عصر
-
▼
08/28
(26)
lundi 29 août 2016
مواضيع بنوؤ صالح : الأذان والإقامة
مواضيع بنور صالح ، قناة بنور صالح ، مدونة بنور صالح
Inscription à :
Publier les commentaires (Atom)
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire